عقب استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان نبيل نعيم مؤسس تنظيم الجهاد في مصر والملقب بأمير العائدين من أفغانستان في حوار خاص

– طالبان قد تسمح للقاعدة وداعش بالتواجد في أفغانستان ولكنها لن تسمح لهم بممارسة أي نشاط خارج أفغانستان .
– طالبان لم تتورط في أحداث 11 سبتمبر ولكنها رفضت تسليم أسامة بن لادن من منطلق مبدأ عدم تسليم اللاجئين إلى طرف آخر .

آثار استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى استخدام طالبان للجماعات الإرهابية لتهديد الدول الأخرى ، وعن تأثيرات استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان كان لنا هذا الحوار مع الجهادي السابق ومؤسس تنظيم الجهاد في مصر نبيل نعيم والملقب بأمير العائدين في أفغانستان حيث قضى هناك ثلاثة سنوات عايش خلالها حركة طالبان وفيما يلي نص الحوار :-
– كيف ترى انعكاسات وصول طالبان إلى السلطة على ملف الإرهاب في المنطقة في ظل احتضان طالبان جماعات إرهابية ؟
لا توجد مخاوف لأن طالبان حركة داخلية لا تنتشر خارج حدودها ويمكن لطالبان أن تسمح لبعض الجماعات المتطرفة كداعش والقاعدة بالتواجد على أراضيها ولكنها لن تسمح لها بممارسة أي نشاط معادي للدول الأخرى ، وللعلم فإن طالبان لم تكن تعلم شيئ عن أحداث 11 سبتمبر ولم تشارك فيها لكنها رفضت تسليم أسامة بن لادن لأن القاعدة ساعدت طالبان في تحرير أفغانستان من الروس كما أن القيم الإسلامية تحرم عليها تسليم من يلجأ إليها إلى الغير .

– وما هي حقيقة وجود انقسامات داخل الحركة يمكن أن تؤثر على تماسكها ؟
الانقسامات داخل طالبان يتم احتوائها لأنه يوجد لديهم مرجعية دينية يتم اللجوء إليها في حالة حدوث أي خلاف .

– وهل تتوقع أن يحدث تغيير في عقيدة حركة طالبان في المرحلة القادمة في ظل الاتهامات التي توجه للحركة باعتناق فكر متشدد ؟
طالبان تعتنق المذهب السني وسيعلنون الإمارة الإسلامية ولن يستطيع أحد أن يقف أمامهم كما أنهم اعلنوا أنهم سيطبقون الشريعة الإسلامية والتي سوف يلتف حولها الشعب الأفغاني أما بالنسبة بإلزام الحركة للنساء بالنقاب فهذا غير صحيح لأن الزي السائد للمرأة في أفغانستان فهو الشادور الذي يغطي كل جسد المرأة وهو زي قبلي متداول بين 90‰ من النساء.

– هناك من يرى أن هناك إتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان على استخدام الحركة كفزاعة ضد الدول الأخرى كدول الخليج وروسيا والصين . فما هي وجهة نظرك ؟
أولا أمريكا تحتل دول الخليج وليست بحاجة إلى حركة طالبان أما بالنسبة لعلاقات طالبان مع روسيا والصين فلقد تعلمت روسيا الدرس ولا يمكن أن تنسى أن الأتحاد السوفيتي تفكك على أيدي الأفغان ولذلك سوف تتعامل روسيا مع طالبان على إنها دولة وبالنسبة للصين فهناك إتفاق بين طالبان والصين على تأمين الحدود المشتركة بينهما وعدم استخدام الجماعات المتطرفة للأراضي الأفغانية لتهديد الحدود الصينية .

– وما هو مستقبل العلاقة بين طالبان وإيران على أساس أن إيران تمثل التيار الشيعي ؟
على الرغم من أن إيران تعاونت مع طالبان أثناء الاحتلال الأمريكي لأفغانستان إلا إنني أستبعد وجود علاقات طيبة بين طالبان وإيران في المستقبل لأن طالبان سنة وهم يكرهون الشيعة جدا وسبق أن قامت طالبان في فترة حكمهم الأولى لأفغانستان بمحاصرة السفارة الإيرانية في كابل وجمعت كل الدبلوماسيين الإيرانيين وذبحتهم دون اكتراث لردود الفعل الخارجية .

– إذا انتقلنا إلى ملف آخر كيف ترى نجاح الرئيس التونسي في إقصاء حركة النهضة الإخوانية في تونس وتأثير ذلك على مستقبل جماعة الإخوان في المنطقة ؟
الإخوان جماعة فاشلة لا تستطيع إدارة أي دولة لأنها تعتبر الدولة غنيمة لتحقيق مصالح الجماعة وهو ما أدى إلى فشلها في أكثر من دولة كتونس والسودان وقبلهم مصر .

– وما هو مستقبل جماعة الإخوان في تركيا بعد التقارب المصري التركي ؟
تركيا سوف تمنع الإخوان من مهاجمة النظام المصري ويمكن أن تسلم لمصر العناصر المتورطة في أعمال إرهابية أو تتركهم ليذهبوا إلى مكان آخر ولكنني أستبعد أن تقدم بتسليم الإعلاميين المتواجدين لديها .

– في ظل الهجوم الإعلامي على المؤسسة الأزهرية وشيخ الأزهر واتهامه بالعجز عن تطوير الخطاب الديني ، هل تتوقع حدوث صدام بين السلطة وشيخ الأزهر حول هذا الموضوع ؟
المؤسسة الإعلامية لا أحد يلتفت إليها لأنها بوق النظام وشيخ الأزهر رجل قوي وحسم هذا الموضوع بأن الفتوى لا تكون إلا للمتخصصين ولن يستطيع النظام تحدي الأزهر أو شيخ الأزهر .

– وهل تتوقع حدوث صدام بين السلطة والتيار السلفي في المرحلة القادمة ؟
التيار السلفي ذكي ويتواصل مع الأمن ولا يخرج عن الخطوط المرسومة من قبل الدولة التي تستخدمهم لتحجيم الإخوان الذين يختلفون معهم .

– وما هي أبعاد المخطط الإيراني لنشر التشيع في المنطقة ؟
إيران لا يمكن أن تنجح في مخططها إلا في المناطق التي يتواجد بها الشيعة كلبنان والعراق أما في المناطق التي يوجد بها أكثرية سنية فأعتقد أنه من الصعب أن تنفذ إيران مخططاتها .

حاوره/ مصطفى عمارة