أخبار الرياضة

سافيتش.. أجبر مورينيو على “القبعة” ويسبق الآخرين بـ”نصف ثانية”

منح النزاع الدولى المسلح الذي حدث فى البوسنة والهرسك من مارس 1992 حتى نوفمبر 1995، سيرغي ميلنكوفيش -سافيتش فرصة التعرف على ثقافات مختلفة، اتجه والده إلى صربيا هربا من الحرب، ليسلك سيرغي مجال والده بعدما تعرف على ثقافات كروية مختلفة فى القارة العجوز، رأى فى الأسطورة زيدان قدوة، وفضل منتخـب صربيا على نجوم إسبانيا، ولاحقه مورينيو متخفيا لكسب خدماته.

الصربي مع قميص الهلال

الصربي مع قميص الهلال

رأى لاعــب الهلال الجديد والمعروف بـ”سارغينتو” لدى جماهير لاتسيو بسـبـب طريقة احتفاله، النور فى لييدا، واحدة من أقدم المدن فى كاتالونيا التي تتمتع بالحكم الذاتي فى إسبانيا، إذ ولد فى السابع والعشرين من فبراير 1995، لأم صربية ووالد بوسني، وأثرت الرياضة بشكل كثير على الأسرة، فوالده كان لاعــب كرة قدم، ووالدته ميلانا سافيتش، لاعبة كرة سلة محترفة.

والد ووالدة سيرغي

والد ووالدة سيرغي

ونشأ سيرغي مع شقيقه الأصغر فانغا الذي ولد فى 1997، ومع أخته جانا، وهي أصغر من سيرغي بتسع سنـوات، والتي سلكت مجال والدتها فيما بعد، وكان يقضي الأطفال معظم الوقت مع والدتهم فى صربيا، إذ لم يمض وقت طويل قبل ان تنطلق العلاقة بين والدي سيرغي فى الانهيار، مما جعلهما يتجهان إلى الطلاق، أنهى الوالدان زواجهما بينما كان أبناؤهما أطفالا.

الأشقاء الثلاثة

الأشقاء الثلاثة

منح السفر المستمر لسيرغي الفرصة لتجربة عدد كثير من ثقافات كرة القــدم المتنوعة، كان يشاهد والده يلعــب فى الملاعب بجميع أنحاء أوروبا، ونشأ على الطريق حسبما وصفته الصحافة البريطانية، حيث انتقل والده من إسبانيا إلى البرتغال ثم النمسا لاحقا.

ترعرع جميع الأطفال وهم يحبون كرة القــدم وكرة السلة منذ الولادة، بدأ سيرغي فى ركل الكره بمجرد ان استطاع من المشي، وكل ما أراده والداه ان يكونوا فى المجال المناسب لهم، لم يتدخلا كثيرا فى اختيار الرياضة حينها.

اللحظة التي حولت مستقبل سيرغي إلى كرة القــدم

اللحظة التي حولت مستقبل سيرغي إلى كرة القــدم

ونظرا لأن والده كان لاعــب كرة قدم محترفا ووالدته لاعبة كرة سلة صربية معروفة، كان من الصعب على سيرغي اختيار مجاله الرياضي فى وقت مبكر من حياته، قبل ان يقرر الاتجاه صوب الساحرة المستديرة بعد مشاهدته مباراه لا تنسى لوالده فى النمسا، مما أثر بشكل كثير على قرار سيرغي بأن يصبح لاعــب كرة قدم، بعده غير شقيقه رأيه من كرة السلة إلى القــدم، علما بأنه يتمتع بقامة طويلة، لكنه فضل ان يتجه صوب مركز حارس المرمى.

نما الشقيقان معا فى فرق المراحل السنية التابعة لنادي جرازر إيه كيه النمساوي وفويفودينا الصربي، ثم ذهب كل منهما فى فريق منفصل إلى ان واجها بعضهما بعضا فى الدورى الإيطالي، لكنهما لعبا سويا بقميص منتخـب صربيا.

الشقيقان

الشقيقان

وعلى الرغم من اتخاذ سيرغي لقراره بلعب كرة القــدم فى وقت مبكر، إلا ان الطفل لم يستقر بعد ذلك على لعبة محددة، كانت لديه عادة التنقل بين كرة القــدم والسلة، قبل ان يتدخل والده هذه المرة ويضعه على المسار الصحيح.

لم يكتف والده بالحصص التدريبية الخاصة بابنه سيرغي فى النادى، بل كان يأخذه إلى حقل صغير بالقرب من منزلهم لمنحه المزيد من التـدريبـات الخاصة، علم ابنه كيفية التحكم بالكرة بقدميه الاثنتين، والتحق بعدها بأكاديميات رياضية فى دول مختلفة بسـبـب مسيرة والده.

عندما استقرت عائلته فى نوفي ساد بصربيا، كان الآباء المهووسون بالرياضة سعداء بعدما سمح فريق فويفودينا المحلي لابنهم سيرغي بالانضمام إلى النادى، حينها شاهده مدير فني فئة الشباب يلعــب لأول مرة، يدعى ميلان كوسانوفيتش.

ويتذكر ميلان كوسانوفيتش: كان فى الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من عمره، وأول شيء لفت أنظاري هو أسلوبه، لقد بدا لاعــب خط وسط متكاملا، ماهرا فى تفكيك هجمات الخصم والتقدم للأمام، ولديه القدرة على جعل الأمور تبدو سهلة وبسيطة على أرض ارضية الملعب، أناقته غير عادية.

وأضاف: فى سنواته الأولى فى الأكاديمية، كان لاعبا يعرف كل شيء بالكرة، لكنه كان أبطأ قليلا وكسولا، ومن المفارقات أنه على الرغم من ان والديه كانا رياضيين، إلا ان سيرغي كان يكره الجري، لم يكن يحب الركض، حتى إنه اختبأ خلف شجرة أثناء أحد التـدريبـات هربا من الركض، كان تألق سيرغي وشغفه واضحا ولا يمكن إنكاره، كان يحب اللعب بالكرة فى التـدريبـات والتسديد.

اللاعب الصربي بقميص فويفودينا

اللاعب الصربي بقميص فويفودينا

وواصل مدربه السابق: لقد كان شخصا قويا، كانت لديه عقلية الفــوز، ويصحح الأخطاء بسرعة.

وأخذ ميلان سيرغي واهتم به فى أكاديمية فويفودينا وساعده فى صقل موهبته، وعمل على جانبه البدني، وأوضح: تم توظيفه أحيانا كمهاجم، مما ساعد الصربي على تطوير قدراته التهديفية فى إنهاء الهجمات.

نبعت ثقة سيرغي بنفسه من خلفية عائلته، ويعتقد ميلان ان العائلة كان لها تأثير كثير على حبه للرياضة، وساعدته تجربة والديه على النمو، موضحا: دعمه والداه فى مقتبل العمر، غرسا فيه ثقة منحته عقلية احترافية قبل زملائه، كان هادئا ومسالما ومليئا بالثقة بالنفس، كان على يقين بأنه قادر على حل جميع المشكلات التي تواجهه، كانت لديه القدرة على حل المواقف المعقدة بشكل سريع.

فى 2013، أراد ميلان اختبار قدرات سيرغي وقام باصطحابه إلى معهد الرياضة فى صربيا لتقييم ما يسمى الإدراك المكاني، وحقق افضل النتائج من بين كل الرياضيين، مما يعني أنه رأى الأشياء قبل أي شخص آخر بنصف ثانية، والتي يمكن رؤيتها عندما يلعــب حاليا – حسب وصف مدربه السابق.

ويتذكر ميلان: كانت تلك اللحظة التي علمت فيها ان أشياء عظيمة ستحدث فى مسيرته.

بقميص جينك البلجيكي

بقميص جينك البلجيكي

وبعد فترة وجيزة من إكمال سيرغي لاختبارات معهد الرياضة، قاتل للوصول إلى النادى الاول فى فريق فويفودينا، وانتصر ببطولة أوروبا مع صربيا تحت 19 عاما. وسرعان ما حصل على عرض من جينك البلجيكي، وقرر الشاب الحصول على فرصة اللعب فى مستوى أعلى لتصحيح مهاراته، لكنه أراد ارتداء القميص رقم 21، وكان غير متاح حينها، ليرتدي القميص رقم 20، وفيما بعد حول رقمه إلى 21 عندما انضم إلى لاتسيو، وجاء عشقه للرقم بسـبـب بطل طفولته زين الدين زيدان والذي كان يرتدي الرقم 21 فى يوفنتوس، علما بأن وكيله ماتيا كيزمان، مهاجـم تشيلسى السابق، قرر ضمه إلى وكالته بعد ان شاهد سيرغي لمدة 10 دقائق فقط اثناء حصة تدريبية مع شباب فويفودينا.

مع جائزة ثالث افضل لاعــب فى مونديال الشباب

مع جائزة ثالث افضل لاعــب فى مونديال الشباب

بدأ اسمه فى التداول على نطاق واسع عندما ساعد صربيا فى تحقيق انتصار مثير للإعجاب، عقب الفــوز على البرازيل فى نهائي كـأس العالم تحت 20 عاما 2015، واختير كثالث افضل لاعــب فى المونديال، وبعد تألقه تعاقد معه لاتسيو فى أغسطس 2015.

فى 25 يوليو 2015، كان سيرغي على وشك التوقيع لفيورنتينا، إلا ان الصربي انهار باكيا، معللا للمدير الرياضي لفيورنتينا: أنا آسف، ولكني لا أستطيع، أنا حقا لا أستطيع.

كان فيولا دانييلي، المدير الرياضي لفيورنتينا، منزعجا بقدر ما كان مذهولا، رفض محاولة تغيير رأي لاعــب وسط جينك، وأعلن ان سيرغي طلب تاجيل إجراء الفحص الطبي حتى يتمكن من التحدث مع صديقته ثم اتخاذ القرار.

كانت هناك ادعاءات لاحقة بأن سافيتش قد وافق بالفعل على شروط شخصية مع لاتسيو، وبالتالي شعر بالذنب إذا عاد عن الوعد الذي قطعه للمدير الرياضي إيغلي تاري بالانتقال إلى لاتسيو.

وقال عنه المدير الرياضي لفيورنتينا فيما بعد: إنه غير مقتنع، إنه متردد ولا يمكننا الانتظار حتى نتمكن من استيعاب طفل يبلغ من العمر 20 عاما.

فرحة سيرغي بالهدف

فرحة سيرغي بالهدف

وبعد فوات الآون، ربما كان يبنغي على فيورنتينا ان يكون أكثر صبرا، ليس فقط لأن سيرغي يملك الموهبة، بل لانه افتتح مشواره التهديفي فى الدورى الإيطالي امام فيورنتينا فى يناير 2016.

بقميص منتخـب بلاده صربيا

بقميص منتخـب بلاده صربيا

ويعود سبب اختياره لمنتخب صربيا لانه قضى جميع العطلات ومعظم فترات طفولته هناك، وكان بإمكانه اختيار اللعب لإسبانيا، لكن فكرة مشاركته مع المنتخـب الذي انتصر بكأس العالم 2010 وبطولة أوروبا 2012 لم تكن أبدا فى ذهنه، وقال: أنا أدرك جيدا من أين أتيت وأين أنتمي، بلدي صربيا وأنا فخور بقول ذلك، كنت أسعد رجل عندما تم ضمي إلى تشكيلة المنتخـب الاول.

سافيتش وشريكته

سافيتش وشريكته

خلف مسيرته الناجحة، توجد سيدة جميلة سرقت قلبه، اسمها ناتاليا إليتش، مقيمة فى نوفي ساد شمال صربيا، لم تعرف فى حياتها شيئا غير الطب.

وبالإضافة إلى كرة القــدم، يحب سافيتش الموسيقى والطعام، إذ يعشق لاعــب الهلال الموسيقى الشعبية فى صربيا وكذلك السوشي، ويعتبر نفسه من محبي المصارعة، خاصة المصارع ري ميستيريو، الذي وعده فى إحدى المرات بمنحه قناعه حال تسجيله هدفا فى دورى أبطال أوروبا.

مع شقيقه

مع شقيقه

يقضي سافيتش أوقات فراغه بلعب “البلاي ستيشن” والتسوق ولعب كرة السلة فى الهواء الطلق، ويكره شيئا واحدا وهو صيد الأسماك.

زيدان بقميص يوفنتوس والرقم 21

زيدان بقميص يوفنتوس والرقم 21

ففي فترته الأولى، وضح النجم الصربي أنه يعشق ريال مدريد منذ طفولته، وأن زين الدين زيدان هو قدوته فى كرة القــدم، واعترف فى مقابلة صحافية مع الويب الرسمى للاتحاد الدولى لكرة القــدم “فيفا”: لا توجد مقارنة بيني وبين زيدان، أرى نفسي أكثر على أنني يايا توريه، ودائما ما أنظر إلى نيمانيا ماتيتش أيضا.

فى أكتوبر 2017، سافر جوزيه مورينيو إلى فيينا، وتم تصوير مدير فني مانشستر يونايتد آنذاك فى مدرجات ستاد إرنست هابيل، عندما استضافت النمسا منتخـب صربيا فى التصفيات الاخيرة لكأس العالم 2018 فى روسيا.

صورة مورينيو المتداولة

صورة مورينيو المتداولة

عندما بدأت صور مورينيو، مرتديا قبعة بيسبول رمادية على رأسه، تنتشر على “تويتر”، أشار البعض إلى أنه من شبه المؤكد أنه كان حاضرا لمشاهدة سيرغي سافيتش، لاعــب الوسـط الصربي الذي لفت أنظار بعض الانديه الأوروبية المرموقة منذ انضمامه إلى لاتسيو فى 2015.

خسرت صربيا المباراه بنتيجة 3-2، وبعد ثلاثة أيام انتصر منتخـب صربيا على جورجيا فى بلغراد ليتأهل إلى المونديال رسميا، وعلى الرغم من ان الأنباء أشارت إلى ان مورينيو أراد ضـم سيرغي إلى مانشستر يونايتد إلا ان الأخير لم يتمكن من الاحتفاظ بوظيفته وتم إنهاء عقده بحلول نهاية الشهر.

سافيتش مع لاتسيو

سافيتش مع لاتسيو

وبعد أكثر من 8 سنـوات قضاها مع “نسور” لاتسيو، شهدت تسجيله 69 هدفا ومساهمته فى 59 هدفا أيضا، مع تحقيق 3 بطولات أثناء 341 مباراه، قرر سافيتش الانتقال إلى العاصمة السعوديه الرياض، التي كانت شاهدة على آخر بطولات الصربي مع فريقه الإيطالي عندما توج بكأس السوبر الإيطالي امام يوفنتوس فى ديسمبر 2019، ليبدأ مسيرة جديدة مع الهلال خارج أوروبا التي صال وجال فيها منذ نعومة أظافره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P