تحول روبن نيفيز من صبي يلعــب بالمكانس فى ساحة جدته إلى أحد أشهر شخصيات سانتا ماريا دا فيرا، وهي مدينة برتغالية تبعد 23 كيلو متر من وسط بورتو، والتي اشتهرت بربطها للطرق الرومانية القديمة بين بورتو وفيسيو ولشبونة وبراغا حتى القرن التاسع عشر، فى اثناء ربط عاشق بورتو الخطوط داخل ارضية الملعب بعدما تحول إلى أحد أهم لاعــبي الوسـط فى بلاده والدوري الانجليزي الممتاز.
نشأ نيفيز مع أخته الصغيرة، فانيسا نيفيز، فى منزل عائلته الصغير من الطبقة المتوسطة، أشتهر منذ أيام طفولته بأنه من مشجعي بورتو، كان دائما ما يرتدي قميص النادى المعروف بلقب “التنين”، وذلك لأن والديه كانا يعملا فى تجاربة المنتجات الرياضية، إذ كانا يملكان متجرا رياضيا فى بلدة موزيلوس.
ترعرع الوافد الجديد إلى الهلال وسط عائلة مترابطة وواسعة جدا، تحولوا فيما بعد إلى فرقة تشجعه عندما كان لاعبا لبورتو العريق، الذي قاده إلى دخول تاريخ دورى أبطال أوروبا فى 20 أكتوبر 2015، عندما أصبح “الصبي” نيفيز، البالغ من العمر 18 عاما و221 يوما، أصغر لاعــب يقود فريقا فى تاريخ المسابقه الأقوى.
استغرق الطفل الذي نشأ فى بلدة لوروسا “الصغيرة والمتواضعة للغاية”، نصف ساعة من أجل التوقيع والانضمام إلى مدارس بورتو السنية، وذلك بعدما أجرى اختبارات من بين 500 طفل، ليحقق فيما بعد قفزات سريعة فى مسيرته، من فئة الشباب إلى النادى الاول، حيث كانوا يصطحبونه من المنزل إلى ستاد التدريب لصغر سنه.
نشأ مع كرة القــدم عند قدميه، حسب وصف “ذا صن” البريطانية، قبل بورتو لعب مع فريق لوسيتانيا دي لوروسا المحلي، كما فعل العديد من أقاربه، لكن على عكسهم استمر فى النمو إلى ان أصبح لاعبا محترفا.
أرقام قياسية
انضم إلى بورتو فى سن الثامنة، تدرج فى المراحل السنية، وفي بداية يوليو 2014، كان من المفترض ان يأتي مع النادى الثانى لبورتو، علما بأنه كان يلعــب تحت 19 عاما وعمره 17 عاما، ولكن بعد اصابة أحد اللاعبــين استدعاه المدرب الإسباني غولين لوبتيغي ليكون جزءاً من النادى الاول فى تحضيرات العام الجديد.
قــال عنه لوبتيغي حينها: لديه المزيد من الجودة، وهذا يعوض قلة خبرته، إنه صبي صغير يتمتع بالكثير من الصفات المميزة.
بدأ مسيرته مع النادى الاول وهو لم يتجاوز الـ 17 عاما وخمسة أشهر، وأصبح أصغر لاعــب فى تاريخ بورتو يسجل هدفا فى الدورى البرتغالي فى المباراه التي كسبها فريقه بهدفين دورن رد على ماريتيمو فى 15 أغسطس 2014، بعد خمسة أيام كسر رقما قياسيا آخرا، وبات أصغر لاعــب برتغالي يلعــب فى البطولة ليحطم رقم كريستيانو رونالدو، عندما ســاهم لمدة 73 دقيقة امام ليل.
وصفه موقع الاتحاد الأوروبي لكرة القــدم “يويفا” بالمشجع العاشق لنادي بورتو، وأضاف الاتحاد القاري فى تقريره بعدما أصبح أصغر قائد فى تاريخ دورى أبطال أوروبا: يلعــب بشكل منتظم وعمره 18 عاما فقط، انتقل روبن من لاعــب فريق الشباب إلى جواو موتينيو الجديد فى أقل من 12 شهرا.
وأضاف المقال: يظهر المراهق نضجا يتجاوز عمره، فهو يمتلك مهارة تمرير دقيقة، ورؤية رائعة، وحسا ذاكيا فى التمركز، يتم الاعتماد عليه عادة كلاعب خط وسط دفاعي، ولا يخشى المضي قدما والهجوم، لديه أيضا عين تجاه الهدف وتسديدة قوية بالقدم اليمنى.
يقول نيفيز عن سر تمتعه بصفات قيادية: عندما كنت فى التاسعه من عمري، ذهب والدي إلى إسبانيا لمدة ثلاث سنـوات، وكنت وحدي مع والدتي وأختي الأصغر مني، كان هذا هو الوقت الذي طورت عقليتي لكي أعتني بعائلتي، ربما ساعدني ذلك فى ان أكون ناضجا.
صعوبات
فى 2017 انتقل الشاب البرتغالي إلى وولفرهامبتون الانجليزي، مقابل 15 مليون جنيه إسترليني، وبينما استقر بشكل رائع مع النادى، وضح نيفيز ان الابتعاد عن مولودته الأولى لم يكن سهلا.
وقال فى مقابلة مع “ذن صن”: عدم رؤيتهم هو الجزء الأصعب.
وعاش نيفيز فترته الأولى فى إنجلترا مع والده، وبعد ذلك استطاع من جلب عائلته للعيش معه.
وعن تكيفه فى إنجلترا، ذكر: لا أعتقد ان مشكلة التكيف هنا ستكون مشكلة كبيرة بالنسبة لي، أنا دائما افضل ان يكون الطقس أكثر برودة.
ووصفت الصحيفه الوافد الجديد إلى الهلال باللاعب القائد، وقالت عنه: على الرغم من كونه صغيرا فى السن ولطيف الحديث، يمكن ان تشعر بالصلابة التي تجعله قائدا بالفطرة.
على الرغم من خوضه مباراتين دوليتين، إلا أنه انتقل إلى وولفرهامبتون المتواجد حينها فى دورى الدرجة الأولى “التشامبيون شيب”، لكن نيفيز يصر على ان هذا هو المكان المثالي بالنسبة له ليتطور كلاعب.
كورونـا ومصلحة النادى
أثناء فترة وباء فـيروس كورونـا، وضح روبن نيفيز أنه شاهد ولادة طفله الثالث على هاتفه، بعد مباراه فريقه امام كريستال بالاس، إذ لم يتمكن البرتغالي من السفر إلى بلاده لرؤيته أسرته، لأن السفر إلى هناك كان سيعني عدم لعب عدة ماتشات بسـبـب قواعد الحجر الصحى.
وقال عن تلك التجربة: ذهبت زوجتي إلى البرتغال لأن طبيبها هناك، كانت تعاني مشاكل مع طفلنا الاول، لذلك نذهب دائما إلى نفس الطبيب، لهذا السبب قررنا إنجاب الطفل فى البرتغال، اعتقد فى ذلك الوقت أنني سأتمكن من التواجد معها، لكن بسـبـب كورونـا لم أتمكن من ذلك، قررت التواجد مع النادى حيث سيفقدني مباراتين أو ثلاث حال سافرت.
حلم دورى الأبطال
فى مباراته الاخيرة بالموسم المنصرم، ودع نيفيز جماهير وولفرهامبتون الذي خاض معه 253 مباراه، رغم تبقي موسم على نهاية عقده، ولم يخف اللاعب أنه يريد الرحيل من أجل اللعب فى دورى أبطال أوروبا، قائلا: أريد البقاء هنا، ولا أخفي أنني أريد أيضا اللعب فى دورى أبطال أوروبا، إنه قرار معقد، تحب عائلتي التواجد هنا، لكن فى كرة القــدم علينا البحث عن الأهداف.
مفاوضات برشلونه
قبل انضمامه إلى الهلال، أراد برشلونه الاتفاق مع اللاعب بعدما تم عرضه من قبل وكيله جورجي مينديز، لكن الوضع الاقتصادي للنادي الكاتالوني حال دون ذلك.
جانب إنساني
على غرار اهتمامه بعائلته وتواصله الدائم مع أقربائه، لم ينس روبن نيفيز منطقته التي نشأ فيها، وتبرع بمعدات التنفس الصناعي للمرضى فى العناية المركزة بمستشفى دي سانتا ماريا دا فيرا، وذلك لمكافحة فـيروس كورونـا، بلغت قيمة المعدات حوالى 33 ألف يورو.
رونالدو وماريغا
لن يكون البالغ من العمر “26 عاما” غريبا على الدورى السعودي، كونه يملك عدة أصدقاء ينشطون مع فرق مختلفة، أبرزهم مواطنه كريستيانو رونالدو، نجم فريق النصر، والذي خاض معه 28 مباراه دولية، أبرزها فى كـأس أوروبا 2020 ومونديال 2022، شهدت تسجيـل 30 هدفا للأسطورة رونالدو، و21 انتصارا للبرتغال و4 تعادلات مع 3 هزائم.
أما فى النادى الأزرق، من الممكن ان يعود نيفيز إلى مزاملة موسى ماريغا بعد 8 سنـوات عقب تواجدهما سويا فى بورتو، حيث لعبا مع بعضهما البعض 8 ماتشات، وما زالا يتابعان بعضهما البعض على مواقع التواصل الاجتماعي.
مدير فني هلالي واتحادي
مر على نيفيز 6 مدربين فى مسيرته، منهم روي باروس والمدرب السابق للهلال جوزيه بيسرو الذي لم يضع اللاعب فى قائمته الأساسية أثناء مبارياته الأولى، إضافة إلى بورنو لاغي وغوان لوبتيغي الذي اكتشفه مبكرا، إلا ان نونو سانتو، المدرب الحالي لاتحاد جدة، هو أكثر مدير فني خاض معه الوافد الجديد إلى الهلال ماتشات “194 مقابلة”، شهدت تسجيـل نيفيز 21 هدفا و10 تمريرات حاسمة.
