يملك الشاب ويلفريد نيونتو فرصة لفرض نفسه فى تشكيلة المنتخـب الايطالي المتعطشة لمهاجمهين والتي تواجه إسبانيا فى نصف نهائي دورى الأمم الأوروبية لكرة القــدم يـوم الخميس، فى مدينة إنشخيده الهولندية.
فى سن التاسعه عشرة، هو مراوغ أكثر من كونه هدافًا، وقد أثبت أنه ورقة رابحة للأتزوري ويقول المهاجم الايطالي الدولى السابق ألدو سيرينا لوكالة فرانس برس “يُمكن لنيونتو ان يحدث تغييرًا أثناء المباراه، إذ يتأقلم سريعًا فى أجواء اللقــاء”.
بعد دخوله ضد إنجلترا فى مارس الماضي أثناء تصفيات كـأس أوروبا 2024، غيّر وجه المنتخـب رغم ان ذلك جاء متأخرًا فى الخسارة 2-1.
وسلّط سيرينا الضوء على “قوّته البدنية، سرعته فى الحركة وتقنيته الجيدة للغاية”، مضيفًا “لم يبلغ العشرين من العمر بعد ولديه مجال كثير للتطور”.
انضم نيونتو، المولود فى مدينة فيربانيا الشمالية، من أب وأم من ساحل العاج هاجرا إلى إيطاليا، إلى فريق الشباب فى إنتر عام 2012 فى سن التاسعه، ولكن عام 2020 وفي سن الـ17، غادر إلى سويسرا والتحق بالفريق الاول لنادي زيوريخ.
سجل 12 هـدفًا فى 74 مباراه أثناء موسمين ونصف مع زيوريخ وبات “هذا المرواغ الجيد والسريع محبوب الجماهير التي باتت تناديه باسم “ويلي”، وفق ما يقوله نائب رئيس تحرير مجلة تسفولف سيلفان كامبفن.
يصفه بالـ”الشاب الذكي، تعلّم اللاتينية فى المدرسة، وتحدّث الألمانية بسرعة كبيرة، ويتمتع بمستوى جيد جدًا”.
يقول زميله السابق فى زيوريخ بيتشير أوميراغيتش “نيونتو؟ إنه شاب ترافقه الابتسامة دائمًا، وهو موجود دائمًا من أجلك، داخل وخارج ارضية الملعب”.
يضيف المدافع البوسني الاصل الذي وقّع للتو مع مونبلييه الفرنسي “يمكن التحدث والضحك معه بشأن أي شيء. على سبيل المثال، كنا نتجادل باستمرار حول من لديه رأس أكبر، جسديًا، وأصبحت مزحة متكررة يتداولها الجميع فى غرفة تبديل الملابس. إنه لاعــب يضفي جوًا جيدًا فى النادى”.
يرحّب المسؤول عن الإحصاءات فى الدورى السويسري دافيد باراس بجميع الوافدين الجدد وقد “ذُهل” بنيونتو “الفتى المحبوب الذي يتمتع بروح الدعابة (…) كان يمزح عن طوله لإحصائياتنا، قــال مبتسمًا حسنًا، (طولي) ليس أكثر من 1.70 م+”.
يضيف “إنه نقيض (ماريو) بالوتيلي” الدولى الايطالي السابق المشاغب الذي لعب العام المنصرم مع سيون السويسري، “إنه شاب تملؤه الرغبة فى اللعب”.
يقول سيرينا الذي لعب مع المنتخـب فى الثمانينات إن سوبر ماريو “أهدر موهبته الرائعة بسلوكه” مضيفًا “نيونتو وبالوتيلي مثل الشمس والقمر، (الاول) لديه رغبة فى التعلّم، الإرادة، التواضع، ويعرف كيف يضع نفسه تحت تصرف المدرب …”.
لكن اللاعب الذي انتقل فى صيف 2022 الى ليدز يونايتد وسجل هدفين فى 24 مباراه فى الدورى الإنكليزي الممتاز قبل ان يهبط معه الى دورى تشامبيونشيب “لا يسجل ما يكفي…يُحدث الفارق ولكن عليه ان يتعلم الهدوء امام المرمى”، وفق سيرينا.
يستشهد سيرينا بباولو بوليتشي، لاعــب تورينو السابق وهداف الدورى الإيطالي ثلاث مرات (1973، 1975، 1976) “حتى سن الحادية والعشرين، كان يضيّع المزيد من الفرص التي تتاح له لانه كان متسرعًا امام المرمى. انتفض بعدها وأصبح +قذيفة+ فى السبعينيات. يجب ان يقوم نيونتو بهذه القفزة النوعية”.
يثق به مدير فني الأتزوري روبرتو مانشيني واستدعاه الى المنتخـب الاول فى سن الـ18 ونصف، بعد ان لعب مع الفئات العمرية (تحت 17 و20 عامًا).
فى 4 يونيو 2022، بعد خمس دقائق من دخوله بديلا، نجح نيونتو فى مباراته الاولى مع المنتخـب فى تمرير كرة حاسمة ضد ألمانيا فى الجولة الأولى لدور المجموعات من دورى الأمم الأوروبية (1-1) بعد ان أرسل عرضية عن الجهة اليمنى تابعها لورنتسو بيليغريني فى الشباك.
بعد 10 أيام، وفي المباراه أيضًا ضد مانشافت التي خسرتها ايطاليا 5-2 فى الجولة الرابعة من دور المجموعات، سجّل هدفه الأوّل مع المنتخـب ليصبح أصغر هداف فى تاريخ إيطاليا عن 18 عامًا، 7 أشهر و9 أيام. لا يزال هذا هدفه الوحيد فى 10 ماتشات دولية.
