أخبار عاجلةالدوري المصري

الانحلال الخلقي والغزو الثقافي والفكري

كتب-مصطفي عمارة

شهدت مصر خلال السنوات الماضية أحداث وجرائم بعيدة كل البعد عن قيم وتقاليد الشعب المصري من قتل واغتصاب وتحرش وعقوق الوالدين ، ورغم غرابة تلك الجرائم عن قيمنا وتقاليدنا إلا أنها لم تكن غريبة في ظل مخططات الغزو الثقافي والفكري من جانب أعدائنا وعلى رأسهم إسرائيل والتي أدركت عقب حرب أكتوبر أن الإنتصار العسكري على مصر أمر بعيد المنال وأن الطريقة المثلى للتغلب عليها هي الغزو الثقافي والفكري خاصة بالنسبة للشباب الذين هم عماد المجتمع ومستقبله وللأسف فإن هذا المخطط يتم تنفيذه من خلال مؤسسات حكومية ومنظمات مجتمع مدني ونواب بالبرلمان بل شاركت فيه أيضا مؤسسات دينية ، وأذكر إنني أجريت حوارا صحفيا مع د. سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف السابق والذي كشف في حواره أن تطوير الخطاب الديني مطلبا أمريكيا قبل أن يكون مطلبا مصريا وأن بوش الأب أرسل مبعوثا إلى الرئيس مبارك يطالبه باتخاذ إجراءات لتطوير الخطاب الديني وتوالت بعد ذلك البعثات وكان آخرها قيام بعثة من الكونجرس الأمريكي بزيارة مجلس الشيوخ والنواب لتقييم مدى تنفيذ مصر للمطالب الأمريكية بتطوير الخطاب الديني وانعكست تلك الزيارات على إتفاق اللجنة الدينية بمجلس النواب لتشكيل لجنة لإعادة تفسير المصحف الشريف وهي سابقة خطيرة تنذر بمحاولة الالتفاف على الأوامر الإلهية وخاصة فيما يتعلق بآيات الجهاد والأحكام المتعلقة بالأسرة في محاولة لتفكيكها ووصل الأمر إلى تجرئ النائبة آمنة نصير على تفسيرات العلماء لآيات الله ووصف تلك التفسيرات بأنها أصبحت بالية ويجب وضعها في المتاحف ولم يكن الوضع أحسن حالا في المؤسسات والجهات الحكومية الأخرى والتي تبارت في تنفيذ التعليمات الأمريكية الموجهة إليها من السلطة الحاكمة فانشغلت وسائل الإعلام بالتركيز على الفضائح الجنسية وأخبار الفنانات دون التعرض للمشاكل الحقيقية التي يعاني منها المجتمع ووضع حلول لها بل وصل الأمر إلى الدفاع عن نماذج شاذة لا تمثل المجتمع المصري كما حدث مؤخرا في تلك المعلمة التي خرجت عن كل القيم والتقاليد بالرقص على ظهر مركب بطريقة خليعة وبدلا من توقيع العقاب عليها باعتبارها قدوة سيئة لطلاب العلم تبارت المؤسسات في الدفاع عنها باعتبارها حرية شخصية وهو ما شجع مدرسة أخرى على بث فيديو آخر عبر شبكات التواصل الاجتماعي وهي تقوم بالرقص تضامنا معها ، وللأسف فإن توجه الدولة المصرية في تنفيذ مخطط الغزو الثقافي والفكري سوف تدفع ثمنها في النهاية من انتشار الجرائم وفساد الأخلاق في ظل غياب القيم الدينية ولعل هذا الأمر يتطلب منا جميعا إعادة تقييم مسارنا والعودة إلى تعاليم ديننا الحنيف والذي بدونه سوف تغرق مصر في مستنقع لا نهاية له فهل نعيد حساباتنا قبل فوات الأوان .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P