الدوري المصري

المقاومة الايرانية تحطم مرآة هيبة النظام

كتب-مصطفي عمارة
شرعت بلدية شهركرد بجمع قطع تمثال قاسم سليماني المتناثرة، في الوقت الذي ابتهج الايرانيون مع تداولهم خبر احراقه، على ايدي وحدات المقاومة، بعد ساعات من قليلة من ازاحة الستار عنه.
ومع تداول الايرانيين خبر احراق التمثال ـ الذي استغرق بناءه عاما كاملا وكلف 150 مليون تومان ـ على وسائل التواصل الاجتماعي تغير مسار كرنفال التوابيت الفارغة لضحايا حرب نظام الملالي في العراق.
خلال بكاء الباسيج قريبا من التمثال قال احد المتحدثين نائحا “احرقوا الحاج قاسم سليماني في مكان ما، قطعوا يده واشعلوا النار في قلوبنا” واستطرد بعد اشارته للتمثال مرددا ” صنعوك لتحترق ..فدوة لك ارواحنا”.
كانت ردود فعل الملالي الاولية على تدمير تمثال قاسم سليماني مناسبة اخرى لاظهار عمق مأزق نظامهم والاوضاع الحرجة التي يمر بها، وقلة خيارات خروجه من ازماته المتفاقمة.
لم يكن خافيا على النظام ، وعلى متابعي الحدث في الداخل والخارج وصول الكراهية الاجتماعية للملالي الى ذروتها، مما اعاد الى اذهان قراء المشهد الداخلي الايراني ضيق المسافة بين الانتفاضات والاحتجاجات المتتالية.
ترافق ذلك ما زيادة الحديث حول مؤشرات الاحباط وانهيار الاسس التي قام عليها النظام مما دفع الرئيس ابراهيم رئيسي الى انتقاد اصابة اوساط الملالي بخيبات الامل لاي سبب كان.
لتداعيات الحدث تفسيرات لا تقبل اللبس، فقد جاءت فكرة بناء تمثال سليماني الذي يبلغ ارتفاعه 6 امتار من الرغبة في ابراز قوة النظام، قدرته على ممارسة القمع، والسيطرة على المجتمع، وكان ذلك واضحا في التحشيد لازاحة الستارة عنه، لكن وحدات المقاومة عبرت عن صوت الايرانيين، واصرارهم على تحدي القمع.
عندما أضرم أعضاء وحدات المقاومة النار في التمثال، ومع تحوله إلى رماد، انهار رمز سيطرة النظام واستقراره، ليبرز جوهر تردده وضعفه، ويتكرس الاعتقاد بقرب نهايته.
وفي المقابل تدلل رمزية احراق التمثال على قوة وحدات المقاومة، اتساع القاعدة الاجتماعية لمجاهدي خلق، وقدرتهم على الوصول وتوجيه الضربات في العمق، واستعداد المجتمع المتفجر للنهوض وإسقاط النظام.
عبر النظام عن وجعه على لسان ممثل خامنئي في شهر كرد محمد علي نيكونام، الذي وصف حرق تمثال سليماني بانه يعادل الضربة القوية الفادحة لهلاكه في العراق، وكان في تعبيره محاولة لاخفاء صدمة تمرغ انف هيبة النظام في الرمل، بارادة شعبية، وعلى ايدي خصومه التاريخيين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P