أخبار عاجلةالدوري المصري

وحدات المقاومة المحرك الأساسي للتغيير في إيران أي تغيير في إيران يجب أن يأتي من الداخل ومن قبل الشعب الإيراني نفس

كتب-مصطفي عمارة

بعد عقود من النضال الشاق والدامي ضد نظام استبدادي، غادر أعضاء المعارضة الرئيسية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية العراق واستقروا بأمان في ألبانيا. لقد سعى نظام الملالي إما إلى إبادتهم في العراق أو إجبارهم على الاستسلام، لكنه فشل في النهاية. نفذّ الإرهابيون بالوكالة عن النظام هجمات متعددة على قاعدة منظمة مجاهدي خلق في معسكر أشرف ١ بالعراق، مما تسبب في سقوط مئات القتلى والجرحى. وفي عام 2013، صاغ زعيم المقاومة الإيرانية، مسعود رجوي، استراتيجية جديدة دعت إلى “إنشاء ألف معسكر أشرف ووحدات المقاومة للإطاحة بنظام الملالي”.
وبحسب النظام، فإن وحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق، وبالرغم من عدم وجود مرافق واسعة تحت تصرف قوى النظام القمعية، تتمتع بالعديد من نقاط القوة، مثل:التفوق الكمي والنوعي.– ظروف دولية مواتية. –الإرشاد والتوجيه.التواجد على الأرض.
عمليًا، أدّت الاستراتيجية الجديدة إلى إنشاء فرق من النشطاء في جميع أنحاء البلاد ، والتي يشار إليها الآن باسم وحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق. وتقوم وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية هذه بالعديد من الأنشطة المناهضة للنظام يوميًا، بما في ذلك إسقاط رموز النظام، من خلال إزالة ملصقات الولي الفقيه للنظام علي خامنئي، وكتابة شعارات، وتحفيز السكان على الانتفاضة ضد حكم الملالي، وتنظيم عدد من الاحتجاجات.
وكما وصفها مسعود رجوي، فإن وحدات المقاومة هي الشرارة الأولى لانتفاضات واسعة النطاق. إنهم الروح الموجهة والقوة الدافعة للانتفاضات . إنهم لا ينظمون الاحتجاجات والانتفاضات فحسب، بل يعملون بجد لضمان استمرار أعمال المقاومة هذه في مواجهة القمع الوحشي من قبل النظام. وبالتالي، فإن الاستمرار في أعمال التحدي والمقاومة هو أمر أساسي لوحدات المقاومة.
ترتكز هذه الاستراتيجية داخل إيران، بهدف إنشاء وحدات ناشطة داخل المجتمع وتشكيل صلة ثابتة بين المعارضة المنظمة ومختلف القطاعات الاجتماعية التي تطالب بتغيير النظام. هذه الفكرة متجذرة في الاعتقاد الراسخ للمقاومة الإيرانية بأن أي تغيير في إيران يجب أن يأتي من الداخل ومن قبل الشعب الإيراني نفسه. فقد تمت صياغة هذه الإستراتيجية منذ سنوات عديدة. في الوقت الذي يشهد فيه النظام المزيد من الانقسامات داخل أجهزته إلى جانب الانتفاضات المستمرة المتصاعدة منذ يناير/ كانون الأول 2018 حتى اليوم، حدثت انتفاضات متعددة على مستوى البلاد منذ ذلك الحين زعزعت أسس النظام، بما في ذلك انتفاضات نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 الضخمة، التي قتل خلالها الملالي أكثر من 1500 متظاهر في الشوارع بشكل وحشي. حذرّ الولي الفقيه للنظام، علي خامنئي، ومسؤولون آخرون مرارًا وتكرارًا وعلناً من الطبيعة المنظمة للاحتجاجات وتحديداً دور منظمة مجاهدي خلق 2.

وحدات المقاومة في الخطوط الأمامية
يتم تشكيل وحدة المقاومة كفريق أو مجموعة صغيرة في حي أو جامعة أو مصنع أو مدرسة. فهم يشكلّون شبكة من الخلايا الصغيرة من النشطاء الذين ثاروا ضد النظام الحالي. يدعمون منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بشكل أساسي ويحصلون على دعم سياسي ولوجستي قوي من المنظمة. من خلال أنشطتهم المتكررة، لم تتطور وحدات المقاومة وتتوسع من الناحية الكمية فحسب، بل من الناحية النوعية أيضًا، وأصبحت كابوسًا للنظام. في العامين الماضيين، وخاصة في المدن الكبرى مثل طهران، تبريز، أصفهان، أردبيل، رشت، أراك، بهبهان، كاشان، سراب، كرمانشاه، سمنان، يزد ، بروجرد، آبادان، شيراز، أصفهان، مشهد، كرج، همدان، نيشابور، دزفول، إيلام، قُمّ، خرم أباد ، سبزوار، ورامين، كجساران، خرمشهر، ماكو، شهسوار، قزوين، أنديمشك، الأهواز، زاهدان، كركان، ساري، أمل، كرمان وأورمية، دورهم في التنظيم والإبلاغ، وحشد احتجاجات صغيرة يومية، وإضرابات، وكتابة شعارات مناهضة للنظام على الجدران، وتركيب لافتات وملصقات، وتدمير ملصقات لشخصيات بارزة من نظام الملالي، وبخاصة الولي الفقيه للنظام خامنئي ومؤسسه خميني في الأماكن العامة، وإشعال النار في قواعد قوات الباسيج شبه العسكرية، التي تعتبر جزء من قوات حرس نظام الملالي والمكلفة بقمع المعارضة في إيران
تعمل وحدات المقاومة على إسقاط النظام وإقامة إيران ديمقراطية وحرة. تتبع العلاقات الداخلية لوحدات المقاومة المبادئ العامة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وتولي أهمية قصوى للتضحية والصدق. وحدات صارمة للغاية ضد عناصر هذا النظام، لكنها لطيفة ونزيهة تجاه المواطنين. لدى وحدات المقاومة إيمان راسخ بدورها في إسقاط النظام. وبحسب النظام نفسه، فإن وحدات المقاومة، رغم عدم وجود مرافق واسعة تحت تصرف القوى القمعية، تتمتع بالعديد من نقاط القوة، مثل:
التفوق الكمي والنوعي: من الناحية العملية، تتمتع الوحدات بدعم جماهيري كبير من المواطنين الإيرانيين.
الظروف الدولية المواتية: النظام معزول دوليًا وهناك أصوات أكثر تعاطفا مع حرية الشعب الايراني مما شجع وحدات المقاومة على مواصلة عملها.
الإرشاد والتوجيه: بسبب انتمائهم إلى منظمة مجاهدي خلق، التي تتمتع بخبرة واسعة في مجموعة متنوعة من المعارك والتكتيكات، كما تتمتع وحدات المقاومة بدعم تنظيمي قوي لمساعدتها على تحقيق أهدافها.
كما أن وحدات المقاومة لها تواجد كبير على أرض الواقع وتعمل داخل إيران. يمكن لعناصر وحدات المقاومة استخدام الشوارع والأزقة والأحياء والمنشآت ضد النظام. يسمح هذا العامل المهم للوحدات باستخدام تكتيك مواجهة العدو بمهارة والفرار من مكان الحادث. وبالتالي يمكن أن يكونوا في حالة تنقل مستمر، وينتقلون بسرعة من موقع أو منطقة احتجاج إلى أخرى دون أن يتم القبض عليهم من قبل القوات القمعية للنظام. ستساعدهم هذه المرونة على قيادة وتنظيم الاحتجاجات مع الحفاظ عليها على المدى الطويل.
“أي شخص يقول إن منظمة مجاهدي خلق قد ماتت، فإما أن لديه دافع سيئ أو جاهل. قامت المنظمة بنشر شبكتها في جميع أنحاء البلاد وتجنيد جيل الشباب على نطاق واسع”.
لقد جنّ جنون النظام
ما يلي هو تصريحات وتحليلات للنظام الخاص بموضوع وحدات المقاومة. لا يغطي هذا الجزء سوى قدر ضئيل من ردود أفعال النظام³:
وبدعم من مريم رجوي وتفعيل العناصر الصامتة لمنظمة مجاهدي خلق، تم تشكيل فرق من وحدات المقاومة داخل البلاد وبدأت في عمليات تخريبية ” من وجهة نظر النظام” .
“تتكون هذه الوحدات من اثنين إلى خمسة أعضاء من أنصار رجوي. تتمحور الثورة المضادة بأكملها حول منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، التي لن يهدأ لها بال وليس لها هدف غير الإطاحة [بنظام الملالي] “. “أي شخص يقول أن منظمة مجاهدي خلق قد ماتت، فإما أن لديه دافع سيئ أو جاهل. قامت المنظمة بنشر شبكتها في جميع أنحاء البلاد وتجنيد جيل الشباب على نطاق واسع”. لقد دخلوا طبقات اجتماعية مختلفة مثل سائقي الشاحنات وتجار البازار وكذلك طلاب الجامعات. تمهد منظمة مجاهدي خلق المسرح للاحتجاجات من خلال نشر المشاكل القائمة [في المجتمع] عبر وسائل الإعلام التابعة لها ومن ثم اختراق الاحتجاجات من خلال وحدات المقاومة لقيادة وتوجيه أعمال الشغب.
قسمت القوات المختلفة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المدن فيما بينها ونظمت عدد من الاحتجاجات “.
وحدات المقاومة قادرة على إسقاط [النظام] وخلق الشعارات ودعوات لموجات مختلفة من الاحتجاجات. كررّ الولي الفقيه للنظام (خامنئي) مرارًا وتكرارًا أن هذه هي منظمة مجاهدي خلق”. “خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٧ -٢٠١٨ ، كان المحتجّين غير منظمين ويفتقرون إلى القيادة … لكن اليوم،
[المحتجّون] لديهم القدرة على إقامة ملاجئ ودروع في الشوارع، مما يعني أنهم أكثر استعدادًا بكثير هذه الأيام.”… يتكون الضلع الثالث من مثلث [مؤامرة الاحتجاجات] من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، الذين بدأوا [الاحتجاجات] من الأساس”.
دعوات متكررة للإطاحة بنظام الملالي في جميع أنحاء البلاد” قسمت القوات المختلفة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المدن فيما بينها ونظمت عدد من الاحتجاجات. يتطابق سلوكهم وشعاراتهم ويرتبط بشكل مباشر بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية … دعوات مباشرة متكررة للإطاحة كانت تتردد في كل مكان (في جميع المدن). وفي يوم الجمعة الماضي، تمكنوا من تنظيم احتجاجات في 32 مدينة مختلفة، وعندما كانت تنظيم تلك الاحتجاجات ناجحًا، دعوا إلى تنظيم تظاهرات واحتجاجات في 72 مدينة ليوم السبت القادم، كما وقعت اشتباكات في 40 مدينة على الأقل. وفي يوم الأحد دعوا إلى احتجاجات في 120 مدينة مختلفة في جميع أنحاء البلاد. لقد نجحوا في إثارة الاضطرابات في 52 موقعًا، ويوم الاثنين الماضي [1 يناير/ كانون الثاني ] خططوا لإقامة احتجاجات في 139 موقعًا مختلفًا في جميع أنحاء البلاد. في ذلك الوقت، تم قطع الاتصال بالإنترنت، وإلا لكانوا قد نجحوا في تنفيذ خطتهم. هذا هو نفس السيناريو الذي حدث في عام 2009، والذي صممه ونفذه ” المعادون للثورة من وجهة نظر نظام الملالي” [منظمة مجاهدي خلق الإيرانية]”.

تحت قيادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية
“ليس من الواضح ما إذا كان يمكن إعاقة تقدم [وحدات المقاومة] الشبيه بالفيضان بأي وسيلة. لا مع قوات أمن الدولة ولا مع البرامج الدعائية الضخمة للتلفزيون الحكومي حول طبيعة منظمة مجاهدي خلق ووجهات نظرهم الانتقائية، ولا مع الأنشطة خارج الحدود الإقليمية لوزارة الاستخبارات التابعة لنظام الملالي التي تستخدم المنشقين عن مجاهدي خلق لتغذية وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول طبيعة مجاهدي خلق. في الوقت الحاضر، تتجول [وحدات المقاومة] تحت قيادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، في أركان مختلفة من المدن ليلاً. لا تتوقف جهود المؤسسات الأمنية على مدار الساعة وحتى الاعتقالات العديدة لم تنجح في وضع حد لانتشار تلك الوحدات. وهذا هو الخطر الأكثر خطورة. لم ينتهوا بعد من خططهم [للإطاحة بالنظام] “.
“وحدات المقاومة لم تنته بعد من خططها [لإسقاط النظام]”.
1. كان معسكر أشرف موطنًا لمجاهدي خلق في محافظة ديالى العراقية، من عام ١٩٨٦ حتى عام ٢٠١٢ .
2. موقع بهارستان الإلكتروني الحكومي، 16 سبتمبر / أيلول 2018.
3. الإعلام الرسمي لنظام الملالي.

لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P