أخبار عاجلةالدوري المصري

بعد توقيع الإتفاق بين البرهان وحمدوك كمال عبدالعزيز رئيس مكتب حركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد النور في الشرق الاوسط في حوار خاص

 

– الإتفاق الذي وقع بين البرهان وحمدوك جاء لتخفيف الضغط الشعبي وشرعنة الانقلاب الذي يرفضه السودانيين .

على الرغم من توقيع الإتفاق الذي وقع بين عبدالله حمدوك وعبد الفتاح البرهان لإنهاء الأزمة السودانية بعد الانقلاب العسكري الذي قاده العسكريين إلا أن مظاهرات الشعب السوداني استمرت معترضين على هذا الاتفاق والذي اعتبره السودانيين أنه لا يحقق آمال الشعب السوداني في إقامة حياة ديمقراطية ، وفي محاولة لاستقراء أبعاد هذا الإتفاق وتأثيره كان لنا هذا الحوار مع كمال عبدالعزيز رئيس مكتب حركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد النور في الشرق الاوسط :-

1. ما هو تقييمك للاتفاق الذي تم بين حمدوك والبرهان ؟ وهل تعتقد أن هذا الاتفاق يمكن أن يعيد الهدوء للسودان ويصحح مسار الثورة ؟
1. شكلية الاتفاقية التي وقعت بين قائد الانقلاب الجنرال عبد الفتاح البرهان و د.عبد الله حمدوك تم فقط لتخفيف الضغط الشعبي وشرعنة الإنقلاب الذي يرفضه السودانيين، وهذا الشكل من المساومات ليست جديدة في السياق السوداني بقدر ما هي عبارة عن تجريب وإعادة تكرار ما تم تجريبها سابقاً ولن تؤدي إلى التهدئة، بل هي منح مزيد من السلطة الى العسكر دون تقديم اي حلول منطقية للازمة نفسها، بل زاد تعكير صفوة الأجواء اكثر مما كان والدليل على ذلك تصاعد مستوى العنف المفرط المتمثلة في القتل الممنهج للمواطنين الأبرياء بشكل يومي.

2. هل ترى أن هناك ضغوط داخلية وخارجية اسهمت في توقيع هذا الاتفاق ؟
2.السودان ليست جزيرة معزولة عن العالم والجميع طامع في موقعها الجيوسياسي والاستراتيجي وثرواتها ، وكل ذلك لا ينفي ان العالم ابتهج بثورة الشعب الذي اسقط واحد من أطول الانظمة الدكتاتورية في أفريقيا ولذلك جزء من القوي الدولية داعمين لثورة الشعب ويمارسون الضغوط على العسكر، والجزء الآخر يدعم في الخفاء و لا نستغرب حتي مساهمة البعض للتوقيع على ذلك الأتفاق التى يعتبر كمثل سابقاتها الفاشلة كما حدث في العام الماضى مع قوى إعلان الحرية والتغيير في 2019م، اضافة إلى دخول طرف جديد في المشهد السياسي عبر ما يسمى باتفاق جوبا لسلام السودان في 2020م التى قسمت السودان إلى مسارات وحتى الان الشعب يدفع ثمن ذلك الأتفاق الوخيم. وللمعلومية العنصر الأهم والضاغط بلا توقف هى وعى الشباب وجميع ثوار وثائرات بلادي الذين تجاوز القوي التقليدية وواصلوا في مسيرة الثورة عبر حراك جماهيري في الشارع ورفض الإجراءات الانقلابية مما اجبر الانقلابين لتراجع خطوة إلى الوراء عن إنقلابهم وبحث مخرج اخر وهو ما وجدوا في عبدالله حمدوك الذي قبل بالإنقلاب واصبح موظف لديهم ورفض ان يكون رئيس وزراء الثورة وبطلاً قومياً لكل السودانين.

3. ما تقييمك للتصريحات التي أدلت بها مريم صادق المهدي باللجوء إلى إسرائيل أثناء الانقلاب ؟ وما هي أبعاد الدور الإسرائيلي في الأزمة السودانية ؟
3. ذهاب جنرالات السودان إلى إسرائيل ليست جديدة والدليل على ذلك اللقاء الشهير الذي جمع بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نتنياهو في كمبالا 2020م وتكرر في العام التالي،لذا فتصريح مريم الصادق ما هي إلا بكاء على اللبن المسكوب لأغراض الإستهلاك الداخلي ،والدور الإسرائيلي يتجاوز دعم أو افتعال الأزمة الحالية، و لكن علاقات العسكر مع إسرائيل هي من ضمن أسباب تردد الموقف الأمريكي حيال الإنقلاب العسكري في السودان .

4. هل ترى أن مصر كان لها دور في الانقلاب الذي حدث ؟ وما هي أسباب الصمت المصري تجاه ما حدث ؟
4.الانقلاب هو نتيجة لانسداد الأفق السياسي الداخلي للأزمة المستديمة في المقام الأول اما دور الأطراف الخارجية فهي ثانوية ان وجدت، والدول دائما تبحث عن مصالح شعوبها لذلك يتم مساندة المدنيين والعسكريين وفقاً لمصالح شعوبهم ، اما الصمت المصري فهو راجع إلى رؤية مصر لمآلات الأزمة السياسية وارتباطها المباشر بالأمن القومي المصري، وفي هذه السانحة نطلب من جمهورية مصر ان تدعم الشعب السوداني وتطلعاته لان العلاقات بين الشعبين اقوي.

5 . ما هي رؤيتك للدور الذي يلعبه الأتحاد الأفريقي في الأزمة ؟ وهل يمكن أن يلعب دورا بارزاً في إيجاد حل لها ؟
5 .للاتحاد الأفريقي حضور ودور اتجاه الأزمة السودانية منذ 2003م وحتى الوثيقة الدستورية والاتفاق السياسي التي تم الانقلاب عليها كانت تحت مظلة الاتحاد الافريقي، ولكن دور الاتحاد الافريقي في السابق لم تحقق حلول جذرية ملموسة، أما دورها الحالي فلم تختلف عن سابقتها لأنها قائمة على ثنائية المنهج في التعامل مع الأزمة عبر ايجاد حل بين عسكريين ومدنيين من دون النظر إلى جوهر الأزمة وهذه هي أس الأزمة.

6. كيف ترى تأثير ما حدث في كل من السودان وأثيوبيا على مفاوضات سد النهضة وعلى التنسيق المصري السوداني تجاه تلك القضية ؟
6.تطورات الأوضاع في كل من السودان وإثيوبيا ستؤثر سلباً على سير عملية التفاوض على المدى القصير على الأقل، اما تنسيق السودان مع مصر حول مفاوضات سد النهضة سوف يستمر لأن مقومات التقارب المصري السوداني في الوقت الراهن أكثر من مقومات التقارب السوداني الأثيوبي.

7. في النهاية ما هي توقعاتكم للسيناريو المتوقع للأزمة ؟ وما هي مطالبكم من الجامعة العربية ومصر بصفة خاصة تجاه تلك الأزمة ؟
7.السيناريو الاول : هو إستمرار الشعب السوداني في مقاومة الانقلاب حتى إسقاطها ووضعها في مزبلة التاريخ ويفصح المجال لجميع مكونات الثورة لمخاطبة جذور الازمة السودانية والبدء في تأسيس دولة سودانية بأسس جديدة، والسناريو الثاني ان يواصل الانقلابين في قمع الشعب السوداني وقتلهم كما يجري الان بشكل يومي في كل ولايات السودان وهذه السناريو سوف يعزم الوضع اكثر لان محاولة العسكريين التحكم في المشهد عبر الآلة العسكرية أمر غير مقبول لجميع مكونات الشعب السوداني لان في ذاكرتهم النهج الذي استمر فيها البشير وكانت نتائجها كارثية. و في كل الحالتين سيظل الشعب مواصل مقاومتها للإنقلاب حتى سقوطها بشكل كامل و بناء دولة المواطنة المتساوية. وفيما يتعلق بالدور المطلوب من جامعة الدول العربية ومصر إتجاه الأزمة السودانية، عليهم عدم مساندة العسكر ، و الوقوف مع الشعب السوداني وتقديم الدعم السياسي والدبلوماسي للقوي الوطنية السودانية الجادة لمخاطبة جذور الازمة عبر حوار وطني جامع يجمع كافة الأطراف السياسية والاجتماعية والثقافية والمدنية والعسكرية في مائدة واحدة ، ولتكن دورهم دعم تطلعات الشعب السوداني بكل مكوناتها وليس دعم طرف على حساب آخر.

حاوره
مصطفى عمارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P