الدوري المصري

الإساءة إلى رسولنا الكريم والإسلام وكيفية مواجهتها

 

عادت قضية الإساءات إلى الإسلام ورسول الله إلى واجهة الأحداث بعد الفيديو الذي بثه الكاهن المصري ذكريا بطرس وتضمن إهانات لرسولنا الكريم والإسلام ومن الطبيعي أن تتحرك مشاعر كل مسلم غيور على دينه للرد على تلك الإهانات يتطلب منهج أكثر عقلانية في التصدي لها فالتىشيخ ومحاولات الثأر من الأفراد الذين اقدموا على ذلك الفعل الصادر من إناس تحركهم أحقاد على رسولنا الكريم وتغذيها جهات خارجية تحاول استثارة غضب المسلمين بأفعال انتقامية يمكن أن تسيئ إلى صورة الإسلام والمسلمين أو إحداث فتن داخلية بين عنصري الأمة تفجر مجتمعاتنا من الداخل لصالح تحقيق أهداف تلك الجهات لن تحقق النتائج المرجوة ولكن الأمر يتطلب وقفة مع النفس قبل أن تكون وقفة مع الغير لتوضيح عدد من الحقائق وهي على سبيل المثال لا الحصر :-
1- إننا قبل محاسبة الغير لابد أن نحاسب أنفسنا ماذا فعلنا للإسلام وبكل أسف فإن سلوكنا على مستوى الأفراد أو الحكومات لا يتناسب مع كوننا مسلمين أو يتناسب مع عظمة الإسلام ولعل أبسط مثال على ذلك هو تعامل الأفراد داخل مجتمعنا والجرائم اليومية التي نشاهدها والتي تسيئ إلى صورة الإسلام والمسلمين وهو ما عبر عنه الإمام محمد عبده عندما زار فرنسا وقال كلمته الشهيرة رأيت إسلام بلا مسلمين أما على مستوى الحكومات والأمم فلقد أصبحنا نتقاتل فيما بيننا قبل أن نقاتل عدونا ولعل ما يحدث في ليبيا واليمن وسوريا وفلسطين لهو خير شاهد على ذلك بل وقفنا موقف المتفرج ونحن نرى إسرائيل تقتحم يوميا المقدسات ولم يكن رد فعلنا سوى الكلمات الجوفاء حتى بين الفلسطينيين أنفسهم أصحاب القضية .
2- إن الخطر الحقيقي على الإسلام ليس في الإساءات التي يوجهها اليهود أو النصارى إلى ديننا لأن تلك الإساءات لن تؤثر على عظمة رسولنا الكريم والذي تكفل الله بحمايته أو على عظمة هذا الدين الذي جعله الله هاديا للبشرية حتى قيام الساعة ولكن الخطر الحقيقي هو من أبناء جلدتنا الذين ينتسبون إسما إلى الإسلام ولكنهم أسد عداء لها كما حدث مؤخرا من بعض الكتاب أمثال إبراهيم عيسى ومحمد الباز وفريدة الشوباشي وغيرهم الذين يبثون سمومهم تحت دعوى الفكر المستنير الذي هو منهم بريئ .
3- إننا وقبل الدعوة إلى مقاطعة منتجات أي دولة لابد أولا أن نعتمد على أنفسنا في الغذاء والمأكل والسلاح لأن من لا يملك قوته لا يملك حريته أما الكلمات الجوفاء التي لا تستند إلى مواقف تعيد للمسلمين وحدتهم وقوتهم فهي لن تجدي ولعل ما يحدث حاليا لأمتنا هو درس لنا كي نفيق من غفوتنا قبل أن يضيع كل شيئ وعندئذ لن ينفع الندم ولن تجدي الدموع .

الكاتب الصحفي د. مصطفى عمارة
مدير مكتب جريدة الزمان الدولية بلندن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P