أخبار عاجلة

د. رمزى سليم يكتب  مصر والسودان “علاقات” تاريخية و”مصير” مشترك

كتب-محمدنصار

اقل ما يمكن أن توصف به الزيارة التى قام بها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى الى السودان الشقيق أنها زيارة تاريخية مهمة جاءت فى توقيت أكثر أهمية بل هو توقيت صعب وبالغ التعقيد، وسط حالة من المتغيرات السريعة والمتلاحقة ليست على المستوى السياسى وحسب بل فى جميع المستويات وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاستراتيجية .
وهو ما يمنح زيارة الرئيس السيسي الى السودان قيمة مضافة كونها تمثل خطوة فى منتهى الأهمية شملت بحث عدد من الملفات المشتركة بين البلدين أبرزها على الإطلاق ملف سد النهضة الإثيوبي الى جانب العديد من القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك من جانب البلدين الشقيقين.
وفى تقديرى الشخصى فإنه بعيداً عن الملفات المهمة التى تناولتها هذه الزيارة التاريخية للرئيس السيسي فإنها عكست عمق التوجه المصرى نحو الأشقاء العرب فى أى مكان سواء فى قارة آسيا أو فى إفريقيا الأمر الذى يؤكد وبما لايدع مجالاً للشك مدى إدراك القاهرة لوحدة المصير والمصالح المشتركة بين مصر وتوجهها العربى بشكل عام وبينها وبين السودان على وجه الخصوص وهو أمر لم يأت من فراغ وإنما يترجم على أرض الواقع الوعى التام بأهمية المنطقة الإقليمية وأمن البحر الأحمر وشمال إفريقيا إستراتيجياً خاصة في ظل التحديات المشتركة العديدة التي تواجهها المنطقة العربية.
واللافت للنظر أن زيارة الرئيس السيسي الى السودان الشقيق هي الأولي من نوعها عقب تشكيل مجلس السيادة الانتقالي، وتشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة لذا فإنها حملت العديد من المعانى والدلالات وبالتالى فإنها ستسفر عن خلق أوضاع جديدة مختلفة، وروحاً إيجابية في العلاقات المصرية السودانية.
وهناك أيضاً مسألة فى منتهى الأهمية وهى أن تلاقى المصالح المشترك بين البلدين حول التهديدات الناجمة عن انشاء سد النهضة سواء ضد مصر او السودان قد ساهمت وبشكل كبير على إضفاء نوع من التقارب بين البلدين، وإعلان الرئيس السيسي دعمه الكامل للسودان الشقيق مشددا على أن أمنه واستقراره جزء لا يتجزأ من أمن مصر واستقرارها.
وبالتالى فقد كشفت هذه الزيارة التاريخية عن أهمية التقارب بين البلدين وخاصة فيما يتعلق بملف سد النهضة الذى يعد بالفعل أحد الملفات الرئيسية بين البلدين وعلى وجه الخصوص بعد قرار أديس أبابا بدء الملئ الثاني في يوليو المقبل سواء حدث اتفاق أم لم يحدث، وذلك ينطوي على خطورة بالغة على الأوضاع بشكل عام في المنطقة إذا لم يتم اتفاق ملزم قبل المرحلة الثانية لملئ السد باعتبار أن اكتمال المرحلة الثانية يجعل من الصعب تغيير الأوضاع وبالتالى يصبح الخطر واقعاً .
وقناعتي بأن مصر تدير هذا الملف بحكمة ورشد بالغة الأهمية على المستويات كافة .
لتأتي الزيارة تتويجاً للجهد المبذول على مدار العام ، فمصر لم تدخر جهداً لدعم السودان دولياً حتى تم رفع اسمها من قائمة الدول الداعمة للإرهاب لتصبح السودان الان في المكانة والمكان الذي تستحقه .

منقول : صحيفة دبي اليوم

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P