الدوري المصري

مع بدء الإستعداد لعقد حوار للفصائل الفلسطينية بالقاهرة السيد/ بلال القاسم عضو المجلس الوطني الفلسطيني ونائب رئيس الجمعية البرلمانية للبحر المتوسط في حوار خاص للزمان

 

– الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني والظروف الدقيقة التي تجتازها القضية الفلسطينية كانت الدافع الرئيسي لفتح وحماس وبقية الفصائل للتجاوب مع الدعوة المصرية بإجراء حوار حول الإنتخابات .
– هناك إتصالات دولية جرت بالقدس لإشراك سكان القدس في الإنتخابات القادمة .
– إتفاقية الغاز سيكون لها تأثير إيجابي على الإقتصاد والشعب الفلسطيني وأبو مازن أصر على ربط حقل غزة بالحقول المصرية .

في الوقت الذي تستعد فيه الفصائل الفلسطينية للتوجه إلى القاهرة قبل نهاية هذا الشهر بناء على دعوة مصر لمواصلة المباحثات حول ترتيب الإنتخابات التشريعية القادمة خاصة بعد ظهور خلافات بين حركتي فتح وحماس فضلا عن تهديد حركة فتح باستبعاد ناصر القدوة إذا أقدم على خوض الإنتخابات بقائمة منفصلة عن فتح أدلى السيد/ بلال القاسم عضو المجلس الوطني الفلسطيني ونائب رئيس الجمعية البرلمانية للبحر المتوسط بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره عما تم التوصل إليه والأوضاع على الساحة الفلسطينية وفيما يلي نص الحوار :-

1- ما هو تقييمكم للنتائج التي تمخض عنها الحوار الفلسطيني بالقاهرة خاصة في ظل الشكوك بمدى تطبيق تلك النتائج في ظل الشكوك المتبادلة بين حركتي فتح وحماس ؟
الحوار الفلسطيني الذي عقد بالقاهرة برعاية مصرية وباهتمام مباشر من أعلى السلطات المصرية والمتمثلة في الرئيس السيسي تمخضت عن عدة نتائج أهمها الإتفاق على إجراء الإنتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني وفق المرسوم الرئاسي الذي أصدره أبو مازن والتعهد بالإلتزام بالجدول الزمني للإنتخابات وكذلك التعهد بقبول نتائج الإنتخابات وما ستفرزه من صناديق الاقتراع والنقطة الثانية والمهمة هو معالجة إفرازات الانقسام على أسس وطنية شاملة وعادلة وهي إفرازات معقدة تتطلب جهد وطني مخلص وتعاون الجميع ودعم عربي خاصة من مصر الشقيقة بحكم أنها الراعية والضامنة ، كذلك من النقاط الهامة التي تم الإتفاق عليها هو دعم لجنة الإنتخابات المركزية وتذليل العقبات التي تقف في طريقها وأن الإنتخابات سوف تجري في الضفة وغزة والقدس أولا لما بها من رمزية وطنية ودينية والنقطة الأساسية والمهمة أيضا هو إقرار الجميع وكل من شارك في الحوار أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وقائده في نضاله التحرري الديمقراطي وصولا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس وحق اللاجئين في العودة وفق القرار 164 أما بالنسبة للشكوك المتبادلة بين حركتي فتح وحماس فإن الحوار وما نتج عنه من نتائج إيجابية وقع عليها الجميع أزال العديد من تلك الشكوك ولكن بالتأكيد ستخرج بعض الاصوات النشاز من هنا وهناك وكذلك كل من هو مستفيد من استمرار الانقسام وعلى رأسها إسرائيل وعملائها وإعلامها لتعطيل وتشويه ما تم الإتفاق عليه .

2- وما هي دوافع حركتي فتح وحماس للتجاوب مع الجهود المصرية في هذا التوقيت ؟
تجاوب الجميع مع الجهود المصرية في تقديري ناتج عن شعور الجميع بخطورة ما تقوم به سلطات الإحتلال من اعتداءات يومية على الشعب الفلسطيني وممارساتها تهويد القدس وضم الأراضي الفلسطينية في محيط القدس وغور الأردن وكذلك محاولة الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة ترامب فرض ما يسمى بصفقة القرن والتي رفضها وقاومها الشعب الفلسطيني بكل مسماياته وقواه خاصة القيادة الفلسطينية بقيادة أبو مازن كذلك ما تعرض له قطاع غزة وشعبها من أوضاع إنسانية صعبة لا توصف وفشل الانقسام في تحقيق أي شيء بل كان دمارا على الشعب الفلسطيني كل هذا ومن موقع المسئولية الوطنية فإن الفصائل أقدمت على وضع استراتيجية وطنية للمواجهة الشاملة مع الإحتلال في هذه المرحلة الأخيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية .

3- هل تتوقع أن تتجاوب إسرائيل مع الجهود الرامية لإشراك سكان القدس في الإنتخابات ؟
بالقطع لا أتوقع أن تتجاوب سلطات الاحتلال مع الجهود الرامية لإشراك القدس في الإنتخابات ونظرا لأهمية مشاركة سكان القدس في تلك الإنتخابات باعتبارها عاصمة أبدية لدولة فلسطين جرت إتصالات أهمها لقاء عقد بالقدس بمشاركة 18 قنصلا دوليا كي يقف المجتمع الدولي مع حق الشعب الفلسطيني في إجراء الإنتخابات بالمدينة المقدسة وضمان حق المقدسيين في ممارسة حقهم الطبيعي بالعملية الإنتخابية ورغم محاولة إسرائيل عرقلة الإنتخابات بالقدس فإن الشعب الفلسطيني والذي يقاوم الإحتلال والاعتداءات اليومية من جانب قطعان المستوطنين التي تحاول اقتحام المسجد الأقصى والأماكن الإسلامية والمسيحية أيضا من خلال محاولة حرق أقدم كنيسة في القدس .

4- وكيف ترى تأثير إتفاقية الغاز التي وقعتها مصر خلال الفترة الماضية مع كل من السلطة وإسرائيل حول حقوق الغاز في غزة على الشعب والإقتصاد الفلسطيني ؟
توقيع إتفاقية الغاز بين مصر وفلسطين هي ثمرة لجهود مصرية فلسطينية في مواجهة التعنت الإسرائيلي ومحاولاته التوصل لهذا الإتفاق نظرا لما تمثله تلك الاتفاقية من أهمية قصوى للشعب الفلسطيني في السيطرة على ثرواته الطبيعية خاصة الغاز ، من هنا جاءت الخطوة المصرية المهمة في هذه الظروف الصعبة لتدعم صمود شعبنا الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه كاملة نظرا لما يمثله هذا الحقل من أهمية إقتصادية لاحتوائه على كمية كبيرة من الغاز الطبيعي تكفي لسداد احتياجات شعبنا في القطاع والضفة والقدس لأكثر من مائة عام إضافة لإمكانية تصديره وهو ما سوف يساعد السلطة الفلسطينية على تقليص اعتمادها على المساعدات الخارجية وكان الرئيس الفلسطيني حريصا منذ البداية على الربط بشبكة الغاز المصرية وليس الإسرائيلية بدعم مباشر من مصر حتى تم التوصل لهذه الإتفاقية المهمة .

5- وما هو تقييمكم للدور القطري والتركي وتأثيره على الملف الفلسطيني ؟
لاشك أن هذا الدور ساعد منذ البداية على استمرار الانقسام لكن بعد فشل الانقلاب وأهدافه تغيرت المواقف قليلا ونأمل أن يكون دورهم في دعم القضية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وما تم الإتفاق عليه في حوار القاهرة الأخير .

6- في ضوء انفتاح الإدارة الأمريكية الجديدة على السلطة الفلسطينية ، هل تتوقعون دورا امريكيا أكثر إيجابية من الإدارة السابقة في الملف الفلسطيني ؟
ما نتمناه نحن الفلسطينيين أن تتغير سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه القضية الفلسطينية لكن التمني غير الواقع لأن الإدارة الأمريكية منذ قيام إسرائيل وحتى الآن لعبت دورا داعما لإسرائيل ومعاديا لحقوق الشعب الفلسطيني إلا أن ما قامت به إدارة ترامب خلال الأربع سنوات الماضية فاق كل تصور من دعم اعتداءات الإحتلال على الشعب الفلسطيني ووقف كل المساعدات الإنسانية والإقتصادية للشعب الفلسطيني ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس ومحاولتهم فرض سياسة الأمر الواقع عبر صفقة القرن ولكن الشعب الفلسطيني بصموده على أرضه وتمسكه بحقوقه كاملة ورفضه السياسات الأمريكية والذي عبرت عنه القيادة الفلسطينية عندما أعلنت وقف أي تعاون مع الإدارة الأمريكية السابقة أفشل هذه السياسة ونأمل من الإدارة الأمريكية الجديدة تغيير سياستها تجاه الشعب الفلسطيني وترجمة البوادر الطيبة التي صدرت من إدارة بايدن أثناء حملته الانتخابيه وبعدها وأهمها التمسك بحل الدولتين .

7- ما هو تقييمكم للدور الذي يلعبه برلمان البحر المتوسط بالنسبة للقضية الفلسطينية ؟ وهل يمكن أن يسهم هذا الدور في عقد مؤتمر دولي للسلام حول القضية الفلسطينية ؟
برلمان المتوسط يلعب دورا مهما في عملية السلام بالنسبة لدول حوض المتوسط بشكل عام وشرق المتوسط بشكل خاص وضرورة إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وذلك من خلال تمسكه بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية المستندة على حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية على أساس قرارات الشرعية الدولية وعلى سبيل المثال وقبل أيام عقد مكتب رئاسة البرلمان المتوسطي إجتماعه الإفتراضي عبر زووم أكد المجتمعون خلاله على هذه النقاط كذلك أعربوا عن تأييدهم للإعلان الرئاسي الفلسطيني بإجراء الإنتخابات وأعربوا عن استعدادهم لدعم هذا القرار من خلال المراقبين ودعم إجراؤها لتشمل القدس الشرقية والوجه الآخر هو دور البرلمانيين بإيصال صوتهم للبرلمان الأوروبي ومجلس أوربا وهم يدعمون المؤتمر الدولي للسلام .

حاوره/ مصطفى عمارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P