الدوري المصري

عقب تصريحات السيسي باستعداد مصر لفتح صفحة جديدة مع الإخوان عادل السامولي رئيس مجلس المعارضة المصرية بجنيف في حوار خاص

 

– تصريح الرئيس بالمصالحة مع الإخوان كان بفعل ضغوط من الإدارة الأمريكية على النظام المصري وعلى الإخوان التجاوب مع تلك الدعوة .
– تقارير هيومان رايتس عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر لها مصداقيتها وادعم هذه التقارير طالما كانت وسيلة فعالة للإفراج عن المعتقلين .

أثارت تصريحات الرئيس السيسي في مؤتمر الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان حول استعداد النظام المصري لفتح صفحة جديدة مع الإخوان بشرط الإعتراف بشرعية هذا النظام ردود فعل واسعة حول الأسباب التي دفعت الرئيس المصري لإطلاق هذا التصريح في هذا التوقيت ، وفي محاولة لإلقاء الضوء على هذا الموضوع وعدد من الموضوعات الأخرى التي تخص الشأن المصري كان لنا هذا الحوار مع عادل السامولي رئيس مجلس المعارضة المصرية بجنيف وفيما يلي نص هذا الحوار :-

1- ما هو في تقديرك الأسباب التي حدت بالرئيس السيسي الى طرح المصالحة مع الاخوان في هذا التوقيت؟
اعتقد ان الرئيس السيسي استجاب لضغط إدارة بايدن والنظام المصري يدرك جيدا أن صورته بالخارج تأثرت خصوصا فيما يتعلق بشأن وضع حقوق الإنسان اما من ناحية توقيت طرح المصالحة مع الاخوان المسلمين جاء، نتيجة طبيعية لتقارب مصر مع قطر وبدا تطبيع العلاقة مع تركيا.
كما أن تلويح الإدارة الأمريكية بقطع المعونات العسكرية عن مصر له دور كبير في إشارة السيسي للمصالحة مع الاخوان والتي سيكون الرابح الاكبر فيها هو السيسي ونظامه بحصوله على شرعية الحكم و استعادة الامن والسلم المجتمعي حال قبول الاخوان بهذه المصالحة .

2- هل تتوقع أن تتفاعل جماعة الإخوان مع تلك الدعوة؟
انا شخصيا ادعو جماعة الإخوان ان تتقدم بخطوة من طرف واحد لقبول المصالحة مع السيسي فما حصل مؤخرا في الانتخابات بالمغرب ومن قبل في تونس رغم اختلاف الظروف فإن جماعة الإخوان بمصر عليها ان تقوم بمراجعة حقيقية للأداء السياسي بعيدا عن سياسات التبرير و السعي الى مسلك المصالحة بدلا للمسالك الراديكالية العنيفة.
يجب على جماعة الاخوان المسلمين ان تفهم إشارة السيسي بالشكل الصحيح وان تستخدم أوراقا تفاوضية تؤدي إلى حل الازمة السياسية.

3- ما هي رؤيتك للتقارير التي تصدرها منظمة هيومان رايتس حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر ؟ وكيف يمكن مواجهتها ؟
التقارير التي أصدرها منظمة بوزن هيومان رايتس ووتش حول أوضاع حقوق الإنسان بمصر لها مصداقيتها وهي تملك آليات و أدوات وإجراءات عملية وفاعلة وتاتي هذه التقارير من التحقق الواقعي،
كما أصبح معلوما فإن السلطة السياسية في مصر بعد عزل مرسي ألغت المسار الديمقراطي و ازيك من المشهد السياسي كل الشخصيات المعارضة للسيسي وكذلك الانتخابات الرئاسية الأخيرة كانت صورية وليست انتخابات تنافسية.
أنني أدعم هذه التقارير بقوة طالما كانت وسيلة فعالة للإفراج عن المعتقلين و انهت ارتفاع منسوب العنف الذي ينهجه النظام ضد معارضيه لكنني بالمقابل أرفض ان تكون هذه التقارير مدعومة وممولة من جهات معادية لمصر.

4- كيف ترى رؤية الرئيس السيسي في موضوع تطوير الخطاب الديني وإشراك مؤسسات المجتمع المدني والفنانين في هذا التطوير؟ وهل ترتبط تلك الرؤية بضغوط خارجية ؟
شخصيا لازلت اجد تقصيرا من مؤسسة الأزهر ولا أريد أن أقول عجزا من هذه المؤسسة على تنقيح وتجديد الخطاب الديني واقول خطابي لشيخ الأزهر تجديد الخطاب الديني ليس دعوة للتخلي عن السنة النبوية لكن المشكلة تكمن في الفهم الخاطئ.
انا من المؤيدين ان قضية الخطاب الديني تحتاج إلى أن تبحث من طرف الفقهاء والعلماء المتخصصين وليس من طرف الفنانين و مؤسسات المجتمع المدني.
لا أعتقد أن الضغوط الخارجية لها تأثير في هكذا مسألة تمس مصر والعالم الإسلامي.

5- ما هي رؤيتك لتعامل مصر مع ملف سد النهضة في ظل الانتقادات التي توجه للنظام المصري بالتساهل في التعامل مع هذا الملف ؟
قناعتي ان اثيوبيا شريك غير جدير بالإحترام أو الثقة والى الآن لا توجد ضمانات دولية ملزمة لإثيوبيا
وإلى الآن التمسك بالحل القانوني أجده مناسبا وينتهي حينما لا ينفع مسار التفاوض السلمي و لكن يجب التفكير في كل الاحتمالات ومن بينها قرار الحرب المحتملة. وهذا قرار يرجع للجيش المصري وحده.

6- مع تزايد الدين الخارجي وارتفاع معدلات الفقر ، هل تتوقع أن تؤدي الضغوط على الطبقة الكادحة إلى إنفجار ثورة الجياع إذا استمرت الأوضاع على هذا الحد ؟
اذا اندفع الشعب الى الشارع في ثورة جياع فإن العنصر الحاسم في انفجارها هي سياسات هذا النظام الذي يعتقد ان هذا الشعب يتكيف تلقائيا مع الجوع والذل، وعقلية الجنرالات التي تعتقد في مقولة يتحرك ابو الهول ولا يتحرك المصريون.
لا احد يعرف على وجه الدقة متى ينفجر الغضب الشعبي لكن كل تراكمات الغضب موجودة وتبقى ثورة الجياع أخطر من ثوار السياسة، وقد يكرر التاريخ نفسه.

حاوره/ مصطفى عمارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P