أخبار عاجلةمنوعات

الاشهر الحرم .. فضلها وسبب تسميتها وافضل الاعمال فيها .. واحذر من هذه المعصية

الأشهر الحرم هي رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم. في هذه الأشهر الحرم، حرم الله القتال، وأشرف على تفضيلها بتضاعف الحسنات، لذلك ينبغي علينا أن نكثف من الصدقات والأعمال الصالحة، ونتجنب الآثام والمعاصي.

الظلم في الأشهر الحرم يُعتبر من الذنوب الكبيرة والمحرمة، لأن الله خص هذه الأشهر بتشديد التحريم، وفيها يكون الظلم أكثر إثمًا ووزرًا من غيرها. لذلك يجب أن نحرص على تجنب الظلم والمعاصي في هذه الأشهر، ونعمل على القيام بالأعمال الصالحة والنافعة.

الظلم في الأشهر الحرم يشمل جميع أنواع المعاصي والذنوب، سواء كانت ضد الله أو ضد الناس. ومن الأمثلة على ذلك، الظلم في حقوق الله، والظلم للنفس، والظلم للغير، والظلم لأي مخلوق آخر.

في البلد الحرام، تكون المعاصي أشد وتتضاعف، لذا يجب علينا أن نكون حذرين ونتجنب الوقوع في المعاصي والمحرمات في هذه الأشهر الفاضلة.

الاشهر الحرم في القران الكريم

ذكر القرآن الكريم الأشهر الحرم في الآية التالية: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ” (التوبة: 36).

الاشهر الحرم في السنة النبوية

وفي السنة النبوية، أكدت الأحاديث النبوية تحديد الأشهر الحرم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ” (رواه البخاري).

في هذه الأشهر الحرم، حثَّ الله على الاجتناب من الظلم والمعاصي، وأشار إلى تضاعف الحسنات فيها. لذلك، ينبغي علينا الحرص على القيام بالأعمال الصالحة وتجنب المعاصي خلال هذه الأشهر الفاضلة.

ممنوعات الاشهر الحرم

من المحرمات في الأشهر الحرم أن الله -عز وجل- خص الأشهر الحرم الأربعة بزيادة التحريم وتشديد النهي، حتى لا نقع فيما وقع فيه الجاهلون من انتهاك لحرمة هذه الأشهر. وجاء في القرآن الكريم: “فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسكُم”.

والظلم في هذه الأشهر الحرم يعتبر أعظم خطيئةً ووزرًا، من الظلم في غيرها، حيث يشمل المعاصي كافةً سواءً كانت كبيرة أو صغيرة، كما يشمل ظلم الإنسان في حقوق الخالق وظلمه لنفسه ولغيره. وتكون المعاصي في الأشهر الحرم أشد وأبلغ في الإثم من غيرها، فالله تعالى يحذر من الانحراف والإلحاد في هذه الأشهر المباركة بعذابٍ أليم، كما جاء في القرآن: “وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ” [الحج:25].

الاشهر الحرم بالتفصيل 

شهر المحرم: يُعد شهر المحرم هو أول شهور السنة الهجرية ومن الأشهر الحرم المقدسة. وسُمي بالمحرم لأن العرب قبل الإسلام كانوا يحرمون القتال فيه. وجاءت تسميته بالمحرم أيضًا للدلالة على عظمته وتقديره. ويُحث في الشريعة الإسلامية على صيام يوم عاشوراء الذي يأتي في هذا الشهر، حيث يكفر صومه السنة الماضية.

شهر رجب: يُعتبر شهر رجب من الأشهر الحرم التي عظمها الله تعالى وذكرها في القرآن الكريم. وسُمي برجب بسبب تقديره واحترامه. وفي هذا الشهر تشديد النهي عن القتال، مما جعله مكرمًا ومحترمًا في الإسلام.

شهر ذو القعدة: يعتبر شهر ذو القعدة من الأشهر الحرم، وقد سُمي بهذا الاسم لقعود العرب في رحالهم عن الغزو والترحال فيه. وفي هذا الشهر يحترم ويعظم التقويم الديني لشهور الحج والعبادة.

شهر ذو الحجة: يُعد شهر ذو الحجة آخر الأشهر في التقويم الهجري، وهو من الأشهر الحرم المقدسة. يُعتبر هذا الشهر شهر الحج الذي يشهد موسم الحج وعيد الأضحى، وفيه يتوجه المسلمون إلى البيت الحرام في مكة لأداء فريضة الحج. يتضاعف فيه الأجر ويغفر فيه السيئات، ويُحث في الشريعة الإسلامية على الذكر والعبادة في هذا الشهر المبارك.

اذكار تغفر الذنوب في الاشهر الحرم

أولًا: من الأذكار التي تُغفر الذنوب: عند الأذان: يُقال “أشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا”، فإذا قالها المؤذن وتمت تسمع يقال هذا الدعاء ليغفر للمتكلم ذنوبه.

ثانيًا: الأذكار بعد الصلاة: بعد كل صلاة: يقال “سُبْحَانَ اللَّهِ” 33 مرة، “الْحَمْدُ لِلَّهِ” 33 مرة، و “اللَّهُ أَكْبَرُ” 33 مرة، ثم تُكمل المائة بقول “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”، فبهذا الذكر تُغفر الذنوب.

ثالثًا: دعاء قبل النوم: قبل النوم يقال: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ”، وبهذا الدعاء تُغفر الذنوب والخطايا.

رابعًا: الدعاء بعد التعارف من الليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ”، فبهذا الدعاء يُغفر للشخص ذنوبه.

خامسًا: الأذكار المعينة: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، إِلَّا كُفِرَتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ”، فهذه الأذكار تغفر للشخص ذنوبه.

سادسًا: سبحان الله وبحمده: رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ”، فهذا الذكر يغفر للشخص ذنوبه.

فضائل الاشهر الحرم

  1. أعظمية الذنوب: في الأشهر الحرم، تكون الذنوب أعظم وزرًا، حيث أن المعاصي فيها تُعاقب بشدة، وهذا يأتي استنادًا إلى قول ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: “فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ” (التوبة: 36).
  2. حرمة القتال: في الأشهر الحرم، يُحرم بدء القتال والعدوان، ويكون القتال مقصورًا على الدفاع عن النفس والدين فقط، وذلك استنادًا إلى قوله تعالى: “يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ” (المائدة: 2) و “فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ” (التوبة: 5).
  3. فضل العمرة: جميع العمرات تُفضل في الأشهر الحرم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤدي العمرة في هذه الأشهر، ويعتبر ذلك من خصائصها الفضيلة.
  4. عشر ذي الحجة: في هذه الأشهر الحرم، تقع عشر ذي الحجة التي أقسم الله بها في كتابه، وتعتبر من أفضل الأيام، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ”.
  5. أيام عرفة والنحر والقر والتشريق: في هذه الأشهر الحرم، تحتوي على أيام عظيمة مثل يوم عرفة ويوم النحر ويوم القر وأيام التشريق، وتُعتبر من أعظم الأيام عند الله.
  6. صيام شهر المحرم: شهر المحرم يتميز بفضل الصيام فيه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ”.
  7. صيام عاشوراء: في الأشهر الحرم، يوم عاشوراء يعتبر من الأيام المباركة، وصيامه يكفر السنة الماضية، حسب ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم.

باختصار، الأشهر الحرم تتميز بالعديد من الفضائل والأعمال الصالحة التي يُحث عليها المسلمون لاستغلالها في زيادة الخيرات وتقريب النفوس إلى الله.

فضل الصدقة في الاشهر الحرم

إليك قائمة بفوائد الصدقة في الإسلام:

  1. تطفئ غضب الله وتعالى.
  2. تمحو الخطيئة وآثارها.
  3. تعتبر وقاية من النار يوم القيامة.
  4. يستظل المتصدق بها يوم القيامة.
  5. تشفي الأمراض البدنية.
  6. تكون دواءً للأمراض القلبية.
  7. تجلب دعوات الملائكة للمتصدق كل يوم.
  8. تجلب بركة في المال.
  9. تطهر الإنسان من الفساد والحقد.
  10. يضاعف الله للمتصدق أجره.
  11. يدخل صاحبها الجنة من باب خاص.
  12. يرتقي المسلم إلى مرتبة البر.
  13. يعتبر دليلاً على صدق إيمان المسلم.
  14. تطهير المال من الحرام.
  15. تدفع البلاء.
  16. تسبب انشراح الصدر وطمأنينة القلب.
  17. تفتح الأبواب المغلقة.
  18. تدفع ميتة السوء.
  19. تسعد صاحبها وتنضر وجهه يوم القيامة.
  20. تسد سبعين بابًا من السوء في الدنيا.
  21. تعتبر أفضل ما ينتفع به الميت في قبره.
  22. تُعتبر أفضل الأعمال الصالحة والقربات إلى الله.

فضل الدعاء في الاشهر الحرم

إليك فوائد الدعاء في الأشهر الحرم وغيرها:

  1. الدعاء هو إظهار الافتقار إلى الله وتبرؤ الحول والقوة، وسمة من سمات العبودية.
  2. في شهر رجب، الدعاء طاعة لله وامتثال لأمره.
  3. الدعاء هو أكرم شيء على الله، فهو طريق للتواصل معه والاقتراب منه.
  4. في شهر رجب، الدعاء قد يكون سببا لدفع غضب الله.
  5. الدعاء يعكس الكياسة والسلامة من العجز.
  6. الدعاء هو سبب لرفع البلاء ونجاة من الشدائد.
  7. الداعي في معية الله، فإذا دعا بصدق يكون الله معه.
  8. الدعاء يعتبر عبادة، فهو تواصل وتفاعل مع الله واستشعار لقربه.
  9. الدعاء يُظهر توكل المؤمن على الله واعتماده عليه في كل أموره.
  10. الدعاء يعبر عن الثقة الكبيرة بقدرة الله على تحقيق الأماني وتغيير الأحوال.
  11. الدعاء يجعل الإنسان يشعر بالراحة والاطمئنان النفسي، حيث يفرغ همومه وأحزانه لله.
  12. الدعاء يعكس العلاقة القوية بين الإنسان وربه، والتواصل الدائم معه في السراء والضراء.
  13. الدعاء يمكن أن يكون سبباً للرزق والبركة في الحياة ويجلب الخير والنجاح في الدنيا والآخرة .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P