أخبار عاجلة

بعد الضجة الهائلة حزل أحداث حي الشيخ جراح المقدسية سهاد عبد اللطيف في حوار خاص

 

– نخطط لمليونية يوقع عليها مليار شخص من جميع أنحاء العالم لكشف مخططات إسرائيل في حي الشيخ جراح وسوف تشكل ضغطا كبيرا على إسرائيل .
– الأردن أمدتنا بوثائق دقيقة عن ملكيتنا لحي الشيخ جراح والموقف التركي لم يكن بالمستوى المطلوب .

استأثرت أحداث حي الشيخ جراح ومحاولة إسرائيل إخلاء الحي من سكانه الأصليين لإحلال مستوطنين يهود محلهم اهتمام العالم خاصة أن تلك الأحداث تسببت في تفجير أحداث العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين فضلا عن الاشتباكات الواسعة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية ، وفي محاولة لإلقاء الضوء على تلك الأحداث وأبعادها كان لنا هذا الحوار مع المقدسية سهاد عبد اللطيف الناشطة السياسية بالحي وأحد سكانه :-
– شهدت منطقة الشيخ جراح مؤخرا عملية دهس قام بها أحد أهالي الحي ضد عدد من الجنود الإسرائيليين ، فما تأثير تعامل القوات الإسرائيلية مع أهالي الحي عقب تلك العملية ؟
إسرائيل ليست بحاحة إلى زرائع لممارسة اعتداءاتها الوحشية ضد أهالي الشيخ جراح وكيف يمكن أن نحاسب شعب لتصرف قام شخص أو مجموعة من الأشخاص لأن هذا مخالف لكل الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية فإسرائيل هي دولة احتلال لا تحترم أي قانون وهي دولة مجرمة بكل ما تحمله الكلمة من معاني وحتى الآن تحاول الضغط على أهالي الشيخ جراح وأرهابهم وهذ ثقتهم بنفسهم ودفعهم لمغادرة الحي بإرادتهم ، أما عن تأثير تلك العملية فلم يكن لتلك العملية تأثير على الأوضاع في الحي فقبل حدوث العملية كانت مداخل الحي مغلقة بواسطة الكتل الأسمنتية لمنع السيارات من الدخول فضلا عن انتشار قوات الشرطة الإسرائيلية لمنع المتضامنين معنا من دخول الحي وهذا يحقق هدف إسرائيل من طمس الأحداث التي تجري .

– وكيف قاوم أهالي الحي المخططات الإسرائيلية ؟
على الرغم من قيام السلطات الإسرائيلية بمنع دخول أعداد كبيرة من المتضامنين معنا إلى داخل الحي إلا أننا بصمودنا وعزيمتنا استمرينا في إقامة العديد من النشاطات داخل الحي بمشاركة عدد من المتضامنين الذين استطاعو دخول الحي بطريقة أو بأخرى خاصة إننا نتسلح بالوثائق التي تثبت أن هذه الأرض فلسطينية وهذه البيوت ملكنا وأخبرنا سلطات الاحتلال أننا ندرك أبعاد مخططاتهم لتهجير الفلسطينيين من مدينة القدس ، ومن هذا المنطلق قمنا بالعديد من النشاطات لتعزيز صمودنا وتأكيد أن هذه الأرض فلسطينية عربية ولن تكون إسرائيلية وقمنا برفع شعارات ورسائل تكشف عن مخططات إسرائيل للوصول إلى الأقصى من خلال الشيخ جراح كما قمنا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بالتواصل مع المتضامنين معنا في الوطن العربي والعالم من خلال الفيديوهات والأخبار التي يتم نشرها وترجمتها إلى عدة لغات كما نخطط لمليونية يوقع عليها مليار شخص من كل أنحاء العالم تؤكد أن هذه القضية سياسية تخالف كل القوانين الدولية وأعتقد أن هذه المليونية سوف تشكل ضغطا كبيرا على إسرائيل .

– لماذا إصرار إسرائيل على إخلاء حي الشيخ جراح في هذا التوقيت ؟
هذه العملية ليست بالجديدة فالاحتلال يحاول من خلال سياسة الخطوة الاستيلاء على أراضي الحي والأراضي المقامة عليه ، فهناك قضية مرفوعة منذ ستين عاما من جانب المستوطنين من خلال وثائق مزورة تفيد ملكيتهم لأراضي هذا الحي والمساكن المقامة عليه إلا أن الوثائق الثبوتية التي لدينا تؤكد ملكيتنا له رغم وجود تقصير من جانب وكالة الأونروا والحكومة الأردنية التي لم تسلم أهالي ال28 وحدة سكنية التي تمتلكها 28 أسرة تم تهجيرهم منذ عام 1948 العقود التي تفيد ملكيتهم لتلك الوحدات ورغم كل هذا فإن عائلة حجازي الطابو الأصلي وهو طابو تركي موجود لديها منذ مئات السنين وعندما أدركت إسرائيل قوة موقفنا حاولت توصيل السكان لطريق مسدود بالايحاء بأنه لا فائدة من محاولاتهم في ظل وجود حكم من المحكمة الإسرائيلية بأحقية المستوطنين في أراضي هذا الحي .

– وماهي الوسائل التي اتبعتها السلطات الإسرائيلية لاجباركم على إخلاء هذا الحي ؟
من الوسائل التي تستخدمها قوات الاحتلال الضرب المستمر وإلقاء قنابل الصوت والغاز والمياه التي تحتوي على رائحة كربهة تقتل الشجر وتبقى رائحتها لعدة أشهر وزرع كاميرات في كل أنحاء الحي لمراقبة الأهالي ومصادرة السماعات التي تستخدمها في بث الأغاني الوطنية واعتقال الذين يقومون بوضع صور ورسومات على الجدران التي تبرز وحشية الاحتلال بدعوى مخالفتهم لإجراءات البلدية فضلا عن العديد من الإجراءات الأخرى التي تستهدف إجبار السكان على مغادرة الحي .

– وهل تلقيتم دعم من أهالي القدس والمناطق المجاورة للتصدي لهذا المخطط ؟
أهالي القدس كان موقفهم رائع حيث وقفوا بجانبنا مع كل استغاثة للدفاع عنا ، ففي خلال شهر رمضان تعرضنا لهجوم مئات بل الآف المستوطنين وكادت أن تكون هناك مذبحة إلا أننا ومن خلال تواصلنا مع الأحياء المقدسية الأخرى قاموا خلال دقائق بتقديم يد العون لنا بالمئات بل الآلاف حتى اجبروا المستوطنين على الهرب .

– وما تقييمكم للموقف العربي من تلك القضية ؟
نشكر كل أبناء الوطن العربي على دعمهم لأهالي الشيخ جراح ولكن نتطلع لمزيد من الدعم لنصرة قضيتنا بعد أن تعرضنا للظلم والاعتداءات من الإحتلال الإسرائيلي لما يزيد عن 70 عاما ونحن نثق في شعوبنا العربية التي تعتبر فلسطين قضيتها فضلا على أن المسجد الأقصى ملك لكن المسلمين .

– وهل امدتكم السلطات الأردنية بوثائق تثبت ملكيتكم لتلك المنطقة ؟
للأسف كل يوم نحصل من الأردنيين على وثيقة مختلفة عن الأخرى وهناك بعض الوثائق الخطيرة تقول إننا لسنا أصحاب الحق في تلك المنطقة ونحن نستغرب من هذا الموقف ونطلب من جلالة الملك والحكومة الأردنية متابعة هذا الموضوع .

– وماذا عن الموقف التركي ؟
أيضا الأتراك لم يتعاملوا معنا بالشكل المطلوب رغم محاولاتنا المتكررة للحصول على الوثائق الأصلية .

– وكيف ترى تأثير إطلاق حماس للصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية على تعامل السلطات الإسرائيلية معكم ؟
المقاومة هي حق أصيل لكل فصيل لأن السلطات الإسرائيلية هي التي بدأت الاعتداءات على المصلين بالمسجد الأقصى وعلى المواطنين في باب العمود والشيخ جراح فضلا عن مخططاتهم الاستيطانية وجدار الفصل العنصري والاعتداء على الأطفال حتى أنها قامت بدهس طفل يحمل علم فلسطين وإذا أرادت إسرائيل منع صواريخ حماس فعليها إعطاء الشعب الفلسطيني حقه ورفع ايديها عن كافة ثرواتنا التي تقوم بسرقتها .

– وهل هناك قصور من السلطة الفلسطينية في التعامل مع تلك القضية ؟
موقف السلطة الفلسطينية ليس على المستوى المطلوب ولكننا نعلم أن سلطتنا مكبلة لأن سلطات الاحتلال تفرض عليها العديد من القيود والحكومة الفلسطينية ليس لديها الإمكانيات للسيطرة على النواحي الأمنية والإقتصادية والأمر يتطلب من الحكومة الفلسطينية دورا أكثر فاعلية في هذه المرحلة التي تتطلب إتخاذ مواقف دون مجاملة لأن تنازلنا في الماضي عاد إلينا بالضعف .

– في النهاية ما هي الرسالة التي توجهينها إلى الشعب الفلسطيني والسلطة والفصائل والعالم العربي؟ وما هي مطالبكم من تلك الجهات في المرحلة المقبلة ؟
من المهم في هذه المرحلة أن يكون الوعي الوطني حاضر وأن ينتهي الاتقسام لأن تعدد أجندات الفصائل أضر قضيتنا وعلى السلطة والحكومة الفلسطينية أن تكون أكثر فاعلية في دعم شعبنا لأن إسرائيل تتعامل بوحشية مع شعبنا وإذا كانت هناك ضغوط من دول المنطقة عليها لتغيير موقفها فعلينا أن نرمي كل تلك الضغوط وراء ظهورنا .

حاورها/ مصطفى عمارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P