شهدت الليرة السورية تقلبات جديدة أمام الدولار الأميركي خلال تعاملات الجمعة 23 مايو 2025، حيث ارتفع سعر الدولار بشكل طفيف في السوق الموازية (السوداء) في معظم المحافظات السورية، بينما حافظت الأسعار الرسمية على استقرارها وفق نشرة مصرف سوريا المركزي.
يأتي هذا الارتفاع في ظل تحذيرات المصرف من تداول نشرات مزورة تدعي تمثيل أسعار الصرف الرسمية، مما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق.
نستعرض أحدث أسعار الصرف للدولار، اليورو، والليرة التركية في الأسواق الرسمية والموازية، مع تحليل السياق الاقتصادي والتوقعات المستقبلية.
سعر الدولار في مصرف سوريا المركزي
أبقى مصرف سوريا المركزي على سعر الدولار في التعاملات الرسمية عند 11,000 ليرة للشراء و11,055 ليرة للبيع، مع تسجيل سعر وسطي يبلغ 11,055 ليرة للدولار الواحد، وفقاً لآخر تحديث منشور على موقعه الإلكتروني.
تضمنت النشرة أسعار صرف لأكثر من 30 عملة أجنبية، بما في ذلك اليورو والليرة التركية.
وأصدر المصرف تحذيراً من تداول نشرات مزورة تدعي تمثيل أسعار الصرف الرسمية، داعياً المواطنين ووسائل الإعلام إلى التحقق من المعلومات من مصادر رسمية لتجنب الشائعات.
أسعار الدولار في السوق السوداء
سجل سعر الدولار ارتفاعاً طفيفاً في السوق الموازية، مما يعكس تراجعاً نسبياً في قيمة الليرة السورية، وفقاً لموقع “الليرة اليوم” الذي يرصد تعاملات السوق السوداء. جاءت الأسعار على النحو التالي:
- دمشق: 9,550 ليرة للشراء و9,650 ليرة للبيع.
- حلب: 9,750 ليرة للشراء و9,850 ليرة للبيع.
- إدلب: 9,750 ليرة للشراء و9,850 ليرة للبيع.
- الحسكة: 10,000 ليرة للشراء و10,100 ليرة للبيع.
هذا الارتفاع الطفيف في أسعار الدولار، خاصة في حلب وإدلب والحسكة، يعكس تقلبات السوق الموازية التي تتأثر بالأخبار الاقتصادية والشائعات.
أسعار اليورو والليرة التركية في السوق السوداء
- اليورو: ارتفع سعر اليورو في السوق السوداء ليسجل 11,052 ليرة للشراء و11,170 ليرة للبيع، مواكباً الارتفاع الطفيف في أسعار الدولار.
- الليرة التركية: بلغ سعر الليرة التركية 249 ليرة للشراء و254 ليرة للبيع، مرتفعة بشكل طفيف مقارنة بالأيام السابقة.
تحويل الدولار إلى الليرة السورية
وفقاً لسعر الشراء في السوق السوداء (9,750 ليرة كمتوسط)، يعادل 100 دولار أمريكي حوالي 975,000 ليرة سورية.
أما في السوق الرسمية (11,000 ليرة للشراء)، فإن 100 دولار تعادل 1,100,000 ليرة سورية، مما يبرز الفجوة الكبيرة بين الأسواق الرسمية والموازية.
أثار تحذير مصرف سوريا المركزي من تداول نشرات مزورة قلقاً بين المواطنين، حيث تؤثر الشائعات على ثقة السوق وتتسبب في تقلبات غير متوقعة.
يأتي هذا في ظل تطورات إيجابية، مثل رفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للعقوبات عن سوريا، والذي ساهم في تحسن قيمة الليرة خلال الأيام الماضية.
كما أعلن البنك الدولي تسوية متأخرات سوريا، مما يفتح الباب أمام قروض جديدة قد تدعم مشاريع إعادة الإعمار.
ومع ذلك، يواجه الاقتصاد السوري تحديات كبيرة، بما في ذلك أزمة الجفاف التي تهدد بخسارة 75% من محصول القمح، مما قد يؤدي إلى أزمة غذاء ويضغط على الأسعار وأسعار الصرف.
الارتفاع الطفيف في سعر الدولار في السوق السوداء قد يؤثر على أسعار السلع المستوردة، مما يزيد من الضغوط المعيشية على المواطنين.
من جهة أخرى، يتابع رجال الأعمال هذه التقلبات عن كثب، حيث يأملون في استقرار الأسواق لتسهيل الاستثمارات. رفع العقوبات يوفر فرصاً جديدة، لكن استمرار الفجوة بين الأسواق الرسمية والموازية يظل عائقاً أمام الاستقرار الاقتصادي.
يتوقع المحللون تقلبات محدودة في أسعار الصرف خلال الفترة القادمة، مع احتمال تحسن قيمة الليرة إذا نجحت الحكومة في استقطاب استثمارات أجنبية وتنفيذ إصلاحات اقتصادية.
ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو تقليص الفجوة بين الأسواق الرسمية والموازية، ومواجهة التحديات البيئية مثل الجفاف. كما أن الشفافية في إدارة السياسات النقدية وتجنب الشائعات سيكونان حاسمين في تعزيز الثقة بالليرة السورية.
