في يوم الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025، شهدت الليرة السورية تقلبات ملحوظة مقابل الدولار الأميركي في السوق الموازية (السوداء)، بينما حافظت على استقرارها في التعاملات الرسمية وفق نشرة مصرف سوريا المركزي.
أسعار الصرف في السوق الموازية
سعر الدولار الأميركي
وفقاً لموقع “الليرة اليوم”، المتخصص في رصد تعاملات السوق الموازية، سجّل سعر الدولار الأميركي في دمشق وحلب وإدلب 11,470 ليرة سورية للشراء و11,520 ليرة للبيع. أما في الحسكة، فقد بلغ السعر 11,600 ليرة للشراء و11,650 ليرة للبيع. وبناءً على هذه الأسعار، يعادل 100 دولار أميركي حوالي 1.147 مليون ليرة سورية في السوق السوداء.
سعر اليورو
حقق اليورو في السوق الموازية مستويات مرتفعة، حيث بلغ سعره 13,254 ليرة سورية للشراء و13,316 ليرة للبيع، مما يعكس تقلبات موازية للدولار في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
سعر الليرة التركية
أما بالنسبة لليرة التركية، فقد سجّلت في السوق الموازية 272 ليرة سورية للشراء و276 ليرة للبيع، مما يشير إلى استمرار الطلب على العملات الأجنبية في الأسواق غير الرسمية.
استقرار الليرة في التعاملات الرسمية
حافظ مصرف سوريا المركزي على سعر صرف الدولار في التعاملات الرسمية عند 11,000 ليرة للشراء و11,055 ليرة للبيع، وفق النشرة الرسمية المنشورة على موقعه الإلكتروني. وتضمنت النشرة أسعار صرف لأكثر من 30 عملة أجنبية، بما في ذلك اليورو والليرة التركية، مما يعكس جهود المصرف لتعزيز الشفافية في إدارة أسعار الصرف.
رؤية المصرف المركزي: مرحلة جديدة للسياسة النقدية
في تصريحاته لـCNN الاقتصادية، وصف الدكتور عبد القادر الحصريّة السياسة النقدية الحالية بأنها “نقطة تحول تاريخية” للاقتصاد السوري. وأوضح أن اعتماد التعويم الحر لليرة لا يعني التخلي عن الرقابة، بل يهدف إلى تحقيق تسعير عادل يعكس ديناميكيات السوق مع الحفاظ على التوازن الاقتصادي.
وأشار الحصريّة إلى أن تدخلات المصرف المركزي ستظل محدودة، وتركز على مواجهة المضاربات أو الأزمات الاستثنائية باستخدام أدوات مثل أسعار الفائدة، عمليات السوق المفتوحة على السندات الحكومية، وإدارة السيولة. وقال: “هدفنا ليس تثبيت سعر الصرف بشكل جامد، بل جعله مرآة حقيقية للاقتصاد السوري.”
حذف الصفرين: خطوة استراتيجية لتعزيز الثقة
تناول الحصريّة قرار حذف صفرين من الليرة السورية، مؤكداً أنه ليس مجرد إجراء شكلي، بل خطوة مدروسة لتسهيل التعاملات اليومية وإعادة بناء الثقة بالعملة الوطنية. وأضاف: “نطمح إلى إرساء نظام نقدي جديد يعزز ثقة السوريين بعملتهم، بعيداً عن الحلول المؤقتة.”
تحديات وآفاق المستقبل
تواجه سوريا تحديات اقتصادية معقدة، حيث يبرز التباين بين أسعار الصرف في السوقين الرسمية والموازية كأحد أبرز التحديات. ومع ذلك، فإن السياسات النقدية الجديدة، بما فيها التعويم المُدار وحذف الصفرين، تُظهر التزاماً بإصلاحات هيكلية طويلة الأمد. يبقى السؤال المحوري: هل ستتمكن هذه الإجراءات من تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتعزيز الثقة بالليرة السورية في ظل الظروف الراهنة؟
