يترقب عشاق كرة القدم المصرية بفارغ الصبر قمة الدوري المصري الممتاز بين الأهلي والزمالك، التي تقام ضمن الجولة التاسعة من الموسم الحالي.
هذه المواجهة ليست مجرد لقاء كروي؛ إنها معركة تاريخية تجمع بين عملاقين يمثلان نبض الرياضة المصرية، حيث يلتقي المارد الأحمر بالفارس الأبيض في ساحة المنافسة الأشرس.
يدخل الفريقان هذه القمة وظروف مختلفة تمامًا: الأهلي يعود إلى طريق الانتصارات بعد جولتين ناجحتين، بينما يواجه الزمالك تعثرات مفاجئة أثرت على زخمه. من خلال هذه المقالة، نستعرض مشوار كلا الفريقين وصولًا إلى هذه اللحظة الحاسمة، مع نظرة على الترتيب الحالي الذي يجعل اللقاء أكثر إثارة.
مشوار الزمالك: من الثبات إلى التعثر المفاجئ
بدأ الزمالك مشواره في الدوري المصري بقوة، حيث فاز في الجولة الأولى على سيراميكا كليوباترا بهدفين نظيفين، مما أعطى دفعة معنوية قوية للفارس الأبيض في مواجهة واحدة من أصعب الخصوم. ومع ذلك، تعرض لتعثر مبكر في الجولة الثانية أمام المقاولون العرب بالتعادل السلبي 0-0، لكنه سرعان ما عوض جماهيره بانتصار مهم في الجولة الثالثة على مودرن فيوتشر 2-1.
واصل الزمالك سلسلة نتائجه الإيجابية بفوز نظيف على فاركو 1-0 في الجولة الرابعة، لكن المفاجأة الكبيرة جاءت في الجولة الخامسة بهزيمة أمام وادي دجلة 2-1، وهي خسارة أثارت جدلاً واسعًا حول أداء الفريق. تعافى الزمالك بعدها بفوزين متتاليين على المصري والإسماعيلي، ليصل إلى الجولة الثامنة حيث تعادل مع الجونة في نتيجة إيجابية لم تُرضِ الجماهير. هذا المشوار يعكس قوة الزمالك الهجومية، لكنه يكشف عن ثغرات دفاعية تحتاج إلى معالجة قبل مواجهة الغريم التقليدي.
مشوار الأهلي: من التبدد إلى الانتعاش تحت قيادة جديدة
على الجانب الآخر، شهد مشوار الأهلي تبدلات درامية منذ بداية الموسم. بدأ المارد الأحمر بتعادل إيجابي أمام مودرن سبورت 2-2 في الجولة الأولى، تحت قيادة الإسباني خوسيه ريبيرو، مما أثار تساؤلات حول الاستقرار الفني. سرعان ما عوض بانتصار كبير على فاركو 4-0 في الجولة الثانية، لكنه عاد للتعثر بالتعادل السلبي أمام غزل المحلة 0-0 في الجولة الثالثة.
الصدمة جاءت في الجولة الرابعة بهزيمة أمام بيراميدز 2-0، مما أدى إلى إنهاء فترة ريبيرو، وتولي عماد النحاس القيادة المؤقتة. في أولى مبارياته، تعادل الأهلي مع إنبي، لكنه نجح في تحقيق انتصارين متتاليين على سيراميكا كليوباترا وحرس الحدود، رغم المشاكل الدفاعية الملحوظة. هذه النتائج الأخيرة أعادت الثقة إلى الفريق، لكن الجماهير الحمراء تظل قلقة من الأداء الدفاعي في القمة القادمة، معتمدة على الهجوم الفتاك لتحقيق الفوز.
ترتيب الفريقين قبل القمة: صراع على الصدارة والعودة للمربع الأول
يحتل الزمالك صدارة جدول الدوري المصري الممتاز برصيد 17 نقطة، بعد تحقيق 5 انتصارات وتعادلين وهزيمة واحدة فقط في 8 جولات، مما يجعله المرشح الأوفر حظًا للابتعاد بالصدارة.
أما الأهلي، فيقع في المركز السادس برصيد 12 نقطة من 3 انتصارات و3 تعادلات وهزيمة، بعد خوض 7 جولات فقط. هذا الفارق في النقاط يضيف نكهة إضافية للقمة، حيث يمكن للأهلي تقليص الفجوة إلى 3 نقاط فقط في حال الفوز، بينما يسعى الزمالك لتعزيز موقعه وإبعاد المنافس التقليدي عن المربع الذهبي.
قمة الأهلي والزمالك ليست مجرد مباراة؛ إنها فصل جديد في كتاب المنافسة المصرية الأعظم، حيث يلتقي الإرث بالطموح، والتحدي بالصمود. مع مشوار مليء بالإثارة والمفاجآت، ينتظر الجماهير لحظة الصفر لترى من سيُسطِّر الفوز: هل يعود الأهلي إلى عرشه، أم يُثبِّت الزمالك سيطرته؟ الديربي دائمًا ما يفاجئ، وغدًا ستُكتب الأسطورة من جديد!
