شهدت الليرة السورية استقراراً ملحوظاً أمام الدولار الأمريكي خلال تعاملات الإثنين 1 يونيو 2025، في كل من السوق الموازية (السوداء) والتعاملات الرسمية، وفق نشرة مصرف سوريا المركزي.
يتزامن هذا الاستقرار مع تطورات دولية إيجابية، أبرزها إعلان الحكومة اليابانية عن تخفيف جزئي للعقوبات المفروضة على سوريا، مما يعزز الثقة في الاقتصاد المحلي ويدعم آفاق إعادة الإعمار.
سعر الدولار في مصرف سوريا المركزي
حافظ مصرف سوريا المركزي على سعر الدولار في التعاملات الرسمية عند 11,000 ليرة للشراء و11,100 ليرة للبيع، بمتوسط سعر وسطي يبلغ 11,055 ليرة للدولار الواحد.
كما حدد سعر اليورو عند 12,371.70 ليرة للشراء و12,495.42 ليرة للبيع، وسجلت الليرة التركية 281.27 ليرة للشراء و284.08 ليرة للبيع، وفقاً لنشرة المصرف المنشورة على موقعه الإلكتروني، التي تشمل أسعار أكثر من 30 عملة أجنبية.
سعر الدولار في السوق الموازية
استقر سعر الدولار في السوق الموازية عبر المحافظات السورية، وفقاً لموقع “الليرة اليوم” الذي يرصد تعاملات السوق السوداء. جاءت الأسعار على النحو التالي:
- دمشق: 9,050 ليرة للشراء و9,150 ليرة للبيع.
- حلب: 9,050 ليرة للشراء و9,150 ليرة للبيع.
- إدلب: 9,050 ليرة للشراء و9,150 ليرة للبيع.
- الحسكة: 9,200 ليرة للشراء و9,300 ليرة للبيع.
يعكس هذا الاستقرار انخفاض الطلب على الدولار في السوق الموازية، مع بقاء الحسكة الأعلى سعراً بسبب خصوصية الوضع الاقتصادي في المنطقة.
أسعار اليورو والليرة التركية في السوق السوداء
- اليورو: استقر سعر اليورو في السوق السوداء عند 10,274 ليرة للشراء و10,393 ليرة لبيع، منخفضاً مقارنة بالأيام السابقة.
- الليرة التركية: بلغ سعر الليرة التركية 229 ليرة للشراء و233 ليرة للبيع، محافظة على مستويات منخفضة مقارنة بالسوق الرسمية.
تحويل الدولار إلى الليرة السورية
وفقاً لسعر الشراء في السوق الموازية (9,050 ليرة)، يعادل 100 دولار أمريكي حوالي 905,000 ليرة سورية.
أما في السوق الرسمية (11,000 ليرة للشراء)، فإن 100 دولار تعادل 1,100,000 ليرة سورية.
ويبدو أن المعلومات المقدمة تحتوي على خطأ (1.300 مليون ليرة)، حيث تشير الأسعار الرسمية إلى أن القيمة الصحيحة هي 1,100,000 ليرة بناءً على سعر الشراء 11,000 ليرة.
تخفيف العقوبات وتحسن العلاقات الدولية
يعزى استقرار الليرة السورية إلى عدة عوامل، أبرضها:
- تخيف العقوبات اليابانية: أعلنت الحكومة اليابانية عن رفع تجميد الأصول عن أربعة مصارف سورية (المصرف الصناعي، مصرف الادخار، مصرف الإئتمان الشعبي، والمصرف التعاوني الزراعي)، في خطوة وصفتها وزارة الخارجية السورية بأنها “إيجابية” وتساهم في التخفيف من معاناة الشعب السوري. ورغم استمرار العقوبات على 59 شخصاً و31 كيانًا، فإن هذا التخفيف يعزز الثقة في النظام المالي المحلي.
- تحركات دولية مماثلة: تأتي الخطوة اليابانية في سياق تحركات دولية لتخفيف العقوبات على سوريا، حيث بدأت دول غربية بإعادة تقييم سياساتها تجاه دمشق.
- غياب ديون خارجية كبيرة: أكد محافظ مصرف سوريا المركزي، عبد القادر الحصرية، أن الالتزامات المالية لسوريا تقتصر على صناديق تنمية ومؤسسات استثمار، مما يخفف الضغط على الاحتياطي النقدي.
- إصلاحات مالية: أشار وزير المالية السوري إلى توجه الحكومة نحو تركيز الدعم على الفئات الأكثر حاجة، مما يعزز كفاءة الإنفاق العام.
- نفي استبدال الليرة: أوضح مصرف سوريا المركزي عدم صحة شائعات استبدال الليرة أو طباعة عملة جديدة، مما ساهم في تهدئة الأسواق.
ومع ذلك، تظل التحديات البيئية، مثل أزمة الجفاف التي تهدد بخسارة 75% من محصول القمح، تشكل مخاطر على الأمن الغذائي وأسعار السلع.
تأثير الاستقرار على المواطنين ورجال الأعمال
يسهم استقرار سعر الدولار في تقليل الضغوط التضخمية على أسعار السلع المستوردة، مما يخفف العبء على المواطنين، خاصة فيما يتعلق بالمواد الغذائية والوقود.
بالنسبة لرجال الأعمال، يوفر هذا الاستقرار بيئة أكثر قابلية للتخطيط الاقتصادي، مما يشجع على الاستثمار في مشاريع إعادة الإعمار.
ومع ذلك، تظل الفجوة بين الأسواق الرسمية والموازية تحدياً يتتطلب سياسات نقدية.
توقعات المستقبل
يتوقع المحللون استمرار استقرار الليرة السورية على المدى القريب، مدعومة بتخفيف العقوبات وزيادة تدفقات العملة الصعبة. ومع ذلك، يعتمد الاستقرار على:
- توحيد أسعار الصرف: تقليص الفجوة بين الأسواق من خلال إصلاحات نقدية.
- مواجهة التحديات البيئية: معالجة أزمة الجفاف لضمان الأمن الغذائي.
- جذب الاستثمارات: الاستفادة من تخفيف العقوبات لاستقطاب استثمارات أجنبية.
