أنهى منتخـب سوريا استعداداته لخوض المباراه الأولى فى تصفيات كـأس آسيا 2027 والتي يواجه فيها منتخـب باكستان، وذلك من أثناء حصة تدريبية أخيرة وضع خلالها المدير الفنى الإسباني خوسيه لانا اللمسات الاخيرة على التشكيلة التي سيبدأ بها المباراه التي تأتي ضمن مسـابقـات المجموعة الخامسه والتي تضم أيضاً منتخبي أفغانستان وميانمار.
وتقام مباراه سوريا وباكستان، غدا الثلاثاء 25 مارس/آذار، فى تمام الساعة التاسعه ليلًا بتوقيت مكة المكرمه على ستاد الأمير عبد الله بن جلوي فى منطقه الأحساء بالمملكة العربية السعوديه (الأرض الافتراضية للمنتخب السوري).
ورغم الغيابات الكثيرة فى صفوفه بسـبـب الإصابات واعتذار اللاعبــين المحترفين فى أمريكا الجنوبية، فإن التشكيلة الحالية تضم عدداً كبيراً من الأسماء الممتازة التي اختارها (لانا)، وفي مقدمتهم عمر السومة (الهداف التاريخي للدوري السعودي) والذي ينشط فى فريق العروبة حالياً، وعمر خريبين (هداف فريق الوحدة الإماراتي) إضافة إلى محمود المواس (صاحب الـ100 مباراه دولية).
وكان منتخـب سوريا قد أجرى معسكراً تدريبياً فى الأحساء لمدة خمسة أيام دون ان يخوض أي مباراه ودية استعداداً للتصفيات الحالية، حيث تعود آخر مباراه لعبها إلى نوفمبر الفائت عندما خسر مقابل منتخـب روسيا برباعية نظيفة فى مدينة فولغوغراد.
لانا يؤكد جاهزية اللاعبــين
المدير الفنى خوسيه لانا أعلن -فى المؤتمر الصحفى الذي عُقد اليـوم- جاهزية اللاعبــين جميع لخوض المباراه باستثناء الظهير الأيمن علي الرينة (المحترف فى الدورى السنغافوري) والذي تعرّض لإصابة أثناء المعسكر الحالي ستغيبه عن المباراه.
وشدد لانا على احترامه لمنتخب باكستان بالرغم من تصنيفه الـ198 عالميـاً، موضحاً ان التركيز ينصب على تقديم أداء قوي وتحقيق بداية إيجابية فى التصفيات.
من جانبه عبّر قائد النادى عمر السومة الذي يعود إلى تشكيلة منتخـب نسور قاسيون بعد غيابٍ دام تسعة أشهر عن اهمية هذه المباراه، معتبراً إياها بمثابة انطلاقة جديدة للمنتخب تحت راية البلاد الجديدة، ومؤكداً ان هـدف اللاعبــين يبقى تحقيق الفــوز وإسعاد الجمهور السوري دوماً.
منتخـب سوريا وحلم الظهور الثامن
يحاول منتخـب سوريا لتسجيل حضوره الثامن فى نهائيات كـأس آسيا والثالث على التوالي من أثناء تصدر فرق مجموعته (السهلة على الورق) وذلك بعد ان استطاع من فك عقدة الخروج من الأدوار الأولى فى مشاركاته الستة الأولى، عبر الوصول إلى دور الـ16 فى النسخـه الاخيرة التي جرت فى قطر مطلع العام الفائت.
ويتطلع نسور قاسيون لمحو الصورة الهزيلة التي ظهر عليها فى تصفيات الدور الثالث والتي حل فيها ثالثاً فى مجموعته التي ضمت اليابان وكوريا الشمالية وميانمار، ليفشل فى التاهـل إلى النهائيات مباشرةً وكذلك فى المنافسة على بطاقه مونديالية بين كبار آسيا.
وخاض منتخـب سوريا 73 مباراه فى التصفيات الآسيوية عبر التاريـخ منذ مشاركته لأول مرة فى نسخة العام 1972، فحقق الفــوز فى 40 مباراه والتعادل فى 21 فيما خسر 21 مباراه، وسجل لاعبوه 143 هدفاً كما اهتزت شباكه 79 مرة.
أزمة النقل التليفزيوني واهتمام جماهيري فاتر
على بُعد ساعات من صافرة البداية للمباراة التي يقودها طاقم حكام من تايلاند لا تزال مسألة النقل التليفزيوني للمباراة (مبهمة) إذ لم ينجح الاتحاد السوري لكرة القــدم فى تسويق مبارياته (البيتية) فى التصفيات الحالية، خاصة مع تزامنها مع تصفيات كـأس العالم الخاصة بقارة آسيا والتي تشهد مشاركة تسعة منتخبـات عربية.
وفيما تستمر المساعي حتى اللحظات الاخيرة لتأمين قناة ناقلة للمباراة من أثناء مفاوضات مع الاتحاد السعودي لكرة القــدم من أجل تأمين وحدة نقل (مصغرة) فى أرض المباراه فإن الجماهير السورية أبدت اهتماماً فاتراً فى متابعة اخبار منتخبها فى الآونة الاخيرة فى ظل الظروف التي تمر بها البلاد مؤخراً وخيبة الأمل المستمرة منذ خروج المنتخـب من تصفيات كـأس العالم، والتخبطات التي مرت بها كرة القــدم السورية فى الأشهر الاخيرة.
وعلى عكس السنوات الماضية شكّل منتخـب سوريا حالة جامعة للجماهير السورية ومتنفساً لها لنسيان الظروف المعيشية التي تمر بها البلاد، وقد انعكس ذلك بشكل واضح عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتعليقات المتابعون على اخبار المنتخـب فى الصفحة الرسمية للاتحاد، حيث عبّر كثيرون عن سخطهم على طريقة اداره ملف اللاعبــين المحترفين وما أدى إليه من غياب جماعي للاعبين المحترفين فى قارة أمريكا الجنوبية الذين تم استقطابهم على مدار الأشهر الـ18 الاخيرة.
كما رأى البعض ان خيارات المدير الفنى خوسيه لانا والتي شهدت عودة العديد من لاعــبي (الحرس القديم) لا تتماشى مع الخطة المعلن عنها باستثمار التصفيات الحالية لإعادة بناء النادى والزج بدماء شابة كي يكون مستعداً لخوض غمار نهائيات كـأس آسيا المقبلة، حيث تضم التشكيلة الحالية تسعة لاعبين ممن تجاوزوا الثلاثين من العمر.