“جسدي ما يزال قادرًا، لكن قلبي لم يعد موجودًا”.. كانت هذه بيانات الحارس البولندي فويتشيك تشيزني عندما اتخذ الرحيل عن فريق يوفنتوس بعد 7 مواسم دافع فيها عن مرماه، حيث اتخذ اعتزال كرة القــدم، مبررًا ان شغفه تجاه اللعبة قد انتهى.
لكن اعتزال البولندي لم يدم أكثر من شهر بقليل، فخلال الاسترخاء على شواطئ كوستا ديل سول الإسبانية، مُعطيًا عائلته الأولوية، تلقى اتصالاً من برشلونه يطلب منه الحضور للتوقيع، بعد تعرض الحارس مارك أندري تير شتيغن لإصابة فى الركبة اختتمت موسمه.
كان مواطنه روبرت ليفاندوفسكي خلف هذه الفكرة، وهو من أقنع ناديه بضم حارس أرسنال السابق، الذي اضطر إلى الانتظار حتى كـأس السوبر الإسباني فى يناير/ كانون الثانى ليظهر لأول مرة مع البلوغرانا. فضّل هانزي فليك فى البداية إشراك إيناكي بينا فى حارس المرمي، لكن الأسابيع الاخيرة أكدت مكانة تشيزني كحارس مرمى بديل لتير شتيغن بلا منازع.
تشيزني من الاعتزال لملامسة المجد
لم يعرف الحارس المخضرم الخسارة فى 16 مباراه خاضها مع برشلونه (14 فوزًا، وتعادلان)، انتصر خلالها ببطولة كـأس السوبر الإسباني، وهو الآن فى طريقه مع برشلونه لتحقيق “الثلاثية” التي ستكون أحد أكثر الثلاثيات غير المتوقعة على الإطلاق.
| 16 | 14 | 2 | 0 | 16 | 50 | 36 | 68 |
عندما اختير كحارس أساسي على حساب إيناكي بينيا، ساد الذعر لأن بعض التحليلات أشارت إلى ان الحارس البولندي لا يحب اللعب خلف دفاع متقدم، وهو طريقة لعب برشلونه تحت قيادة المدرب الألماني هانزي فليك، فهو ليس معجبًا بدور الحارس “الليبرو” الذي يخرج من مرماه لاخماد هجمات الخصم.
وبالفعل، تعرض الحارس للطرد فى نهائي كـأس السوبر الإسباني (بعد خروجه المتأخر من مرماه لاعتراض تمريرة كيليان مبابي)، ثم قدّم أداءً متذبذبًا فى مباراه بنفيكا فى دورى الأبطال، والتي انتهت بفوز برشلونه 5-4. كان ذلك بفضل أداء كروي خارقٍ من النادى الكتالوني، ولكن ليس من تشيزني الذي دخل فى اصطدام بمنتصف ارضية الملعب بينه وزميله أليخاندرو بالدي (الذي كلف النادى هـدفًا)، أو ركلة الجـزاء التي تسبب فيها من دون داعٍ وسجلها بنفيكا.
نحو موسم حديث
وأعرب الحارس البولندي عن امتنانه لبرشلونة بسـبـب المعاملة التي تلقاها منذ وصوله، كما سلط الضوء على مدى اهمية انضمامه إلى فريق البلوغرانا، مشددًا على الطريقة التي يستمتع بها النادى بكرة القــدم، قائلًا: “لم أرَ شيئًا كهذا فى مسيرتي. هنا، تعاش كرة القــدم بفرح، ينتقل داخل ارضية الملعب وخارجه”.
وواصل: “فى يوفنتوس، نركز بشكل أساسي على النتائج، بينما فى برشلونه، هناك فرحة بكرة القــدم. يُفاجئني ان ملايين المشجعين يتبعون هذا النهج.. أكثر ما يسعدني فى برشلونه هو الشغف بكرة القــدم، شعور مختلف تمامًا عمّا اعتدت عليه”.
يقف الحارس عند مفترق طرق فيما يتعلق باستمراريته فى فريق برشلونه. فلدى الأخير خطة واضحة، بعقد لمدة عام إضافي، مع خيار التمديد إذا رأى الطرفان ذلك مناسبًا. لا النادى ولا تشيزني فى عجلة من أمرهما لإتمام الصفقة، لكن الحارس ألمح إلى ان القرار قد يصدر قريبًا.
ويشعر حارس أرسنال السابق بالراحة داخل النادى وفي المدينة، مدركًا ان لديه فرصة للفوز بألقاب كبرى مع برشلونه. ومن العوامل الرئيسية الاخرى التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار تمديد عقد صديقه المقرب روبرت ليفاندوفسكي، الذي سيواصل قيادة هجــوم النادى لموسم آخر. وتُعد فرصة مشاركته غرفة الملابس فى موسم أخير حافزًا إضافيًّا لحارس المرمى.
سيؤثر تجديد عقد الحارس بشكل مباشر فى إيناكي بينيا، الذي يرتبط بعقد حتى عام 2026، لكنه يواجه مستقبلًا غامضًا فى برشلونه. إذ لا يبدو ان هانزي فليك يثق تمامًا بالحارس الشاب، وقد أبدت العديد من فرق الدورى الإسباني اهتمامها بالتعاقد معه. فى الوقت الحالي، مفاوضات تجديد عقد بينيا معلقة، إذ يُعطي برشلونه الأولوية لتمديد عقد الحارس البولندي.
