Web Analytics
أخبار عاجلة

ريان شرقي وأكليوش.. الجزائر مسار طبيعي وليس “خيار القلب”

سُئل ديدييه ديشامب مدير فني المنتخـب الفرنسي قبل حوالى شهر من الآن عن الثنائي ريان شرقي لاعــب فريق ليون ومغناس أكليوش لاعــب فريق موناكو، وما إن كانا ضمن اهتمامه تحسبًا للاستحقاقات الدولية القادمة، فأكد أنه يتابعهما على غرار كل اللاعبــين، لكنهما حتى الآن لا يملكان حظوظًا فى تمثيل “الديكة” نظرًا لقوة المنافسة.

وقال ديشامب فى حوار مشترك خص به صحف “ليكيب” و”لوباريزيان” و”لوفيغارو”: “نحن نراقبهما، لكن هناك مـسابقـه كبيرة فى مركزيهما، إنهما يقدمان مردودًا جيدًا، لكنّ لدينا لاعبين فى هذا المـركـز، هناك مايكل أوليز الذي يتألق فى بايرن ميونيخ، وأيضًا لدينا عثمان ديمبيلي وكيليان مبابي”.
 
وتأكد كلام مدير فني “الديكة” اليـوم بإعلانه لقائمة المنتخـب المعنية بمواجهتي كرواتيا ضمن مـسابقـه دورى الأمم الأوروبية، حيث تجاهل كلا اللاعبــين واستدعى فى المقابل ديزيري دوي لاعــب فريق باريس سان جرمان الذي قــال بشأنه: “لقد تطور كثيرًا، هو لاعــب شاب ويحظى باهتمام عظيم منا”.

ريان شرقي لاعــب ليون الفرنسي

ورغم موقف ديشامب وتصريحاته الواضحة، إلا ان أكليوش بقي متمسكًا بأمل اللعب للمنتخب الفرنسي، وذلك فى حواره قبل أيام مع برنامـج Téléfoot الذي يبث على قناة TF1 الفرنسية، حيث قــال: “لقد لعبت مع كل الفئات الشابة لمنتخب فرنسا، وعشت أيضًا لحظات عملية فى الأولمبياد، حيث نجحنا فى الفــوز بميدالية لفرنسا، الآن هدفي هو تقديم افضل شيء عندي مع موناكو، وبعدها سنرى”.
 
ومن جانبه، يواصل ريان شرقي صمته الغريب وتجاهله المطلق لمستقبله الدولى مع الأكابر، وهو الذي اتصلت به الاتحادية الجزائرية منذ أيام المدرب السابق جمال بلماضي الذي أعلن الأمر فى بيانات أدلى بها شهر أكتوبر 2023 وقال: “بالنسبة لشرقي، أقدم نفس الإجابة التي قدمتها بخصوص اللاعبــين مزدوجي الجنسية، لقد قمنا بالعمل اللازم من جانبنا منذ وقت طويل”.

ريان شرقي وأكليوش فصل حديث فى حيرة المواهب مزدوجة الجنسية بين فرنسا والجزائر!

ولا من بين قضية ريان شرقي وأكليوش هي الأولى من نوعها، حيث عاش المنتخـب الجزائري مسلسلات كثيرة مع اللاعبــين مزدوجي الجنسية، والذين لم يكن المنتخـب ليُحصل شيئًا فى السنوات الاخيرة من دونهم، إلا أنه فى المزيد من الحالات لم يكن منتخـب الجزائر “اختيارًا مفضلًا عن منتخـب آخر”، بل “مسارًا طبيعيًا” وخيارًا وحيدًا، ما يجعل المنفعة بين الطرفين متبادلة.

ويعتبر حسام عوار لاعــب فريق الاتحاد السعودي واحدًا من أبرز الأمثلة التي تؤكد ان المنتخـب الجزائري هو “المنقذ” الذي أعطى العديد من الأسماء مسيرة دولية، حتى وإن كان مستفيدًا بدوره، حيث إن هذا اللاعب التزم الصمت طويلًا قبل استدعائه لتمثيل فرنسا فى أكتوبر 2020.

ورغم أنه كان فى سن الـ22، امتلك عوار فى رصيده يـوم تم استدعاؤه لأول مرة مع “الديكة”، 97 مباراه فى الدورى الفرنسي بجانب 15 مواجهه فى دورى أبطال أوروبا، وهي أرقام تشير إلى لاعــب من الدرجة الأولى، ليكتفي بـ 59 دقيقة ويخرج كليًا من مخططات ديشامب الذي ترك وراءه لاعــبًا أحرج نفسه كثيرًا، ولعل التاريـخ يعيد نفسه اليـوم بطريقة مشابهة، لكنها ليس متطابقة بالنسبة لأكيلوش وزميله ريان شرقي.

وكان عوار قد دخل فى حرب بيانات مع المدرب الجزائري السابق جمال بلماضي الذي قــال فى أكتوبر 2020: “لقد دخلت فى اتصال مع عوار منذ بدايتي على رأس المنتخـب، ولكنه كان يحلم باللعب مع الديكة”، ليرد اللاعب بتصريح مثير للجدل لا يزال إلى اليـوم يحز فى نفس جماهير “الخضر” والذي قــال فيه: “أنا فخور باللعب لفرنسا، هنا يوجد الأفضل”.

وما هي إلا 3 سنـوات، وتحديدًا فى مارس 2023، حتى غيّر عوار قراره رسميا مستغلًا القوانين وخرج بتصريحات على قناة الاتحاد الجزائري لكرة القــدم، قــال فيها: “بصراحة، اللعب للجزائر كان فى رأسي دائمًا، لكني لم أرغب فى القيام بالخطوة الأولى لأني تخوفت من رؤيتي كلاعب انتهازي، وبعدما مد المدرب يده إليّ رأيت ذلك كعلامة من القدر، لقد حصلت على فرصة ثانية وأعتقد أنه لا يستلزم تضييعها مرة أخرى”.

ريان شرقي وحلم تمثيل فرنسا وضرورة الحسم قبل فوات الأوان!

ورغم ان قضية عوار كان يفترض ان تُلهم جميع اللاعبــين فى مثل حالته، إلا أنها قدمت لهم درسًا واحدًا وهو تفادي الإدلاء بتصريحات مستفزة كالتي أدلى بها لاعــب الاتحاد السعودي حاليًا، ولا حتى تأكيد انتظار المنتخـب الفرنسي كما فعل ياسين عدلي لاعــب فيورنتينا الإيطالي، وبدلًا من ذلك، فإنه كما يُقــال: “الصمت حكمة”.

ويرى الجزائريون، ان استمرار صمت ريان شرقي وأكليوش سيضعهما حتمًا فى خانة اللاعبــين الانتهازيين، بل إن بعض النقاد ربطوا صمتهما بانتظارهما رحيل ديشامب بعد المونديال المقبل وقدوم “مفترض” لزين الدين زيدان، وبذلك تصبح فرصهم فى تمثيل “الديكة” أكبر، ذلك ان زيزو واحد من ابناء المغتربين وسيكون أكثر مدير فني متفهم لوضعية المتألقين منهم.

وعكس هذه الفكرة، يرى متابعون ان ريان شرقي وأكليوش يرغبان فى لعب بطوله كـأس العالم التي تبقى حلمًا لأي لاعــب كرة قدم، وتضييع الفرصة فى 2026 قد يتسبب فى ضياعها كليًا، ولذلك فإنهما مجبران على اتخاذ قرارهما عاجلًا بتغيير الجنسية الرياضية والتأكيد بأن “الجزائر هي الخيار الوحيد أمامهما”، وليس “الخيار المفضل” أو كما يُقــال “خيار القلب”، لأن الواقع يؤكد أنه “ليس كذلك”.

زر الذهاب إلى الأعلى