لم يكن ليفربول قد خسر يـومًا بركلات الجزاء فى دورى أبطال أوروبا حتى ليلة أمس، لكن الخسارة لم تكن بفضل الحارس الإيطالي العملاق جانلويجي دوناروما فحسب، إذ عاش الريدز السيناريو الأسوأ فى مشهد الركلات الترجيحية، منذ لحظة القرعة التي جرت ما بين قائدي الفريقين فيرجيل فان دايك وأشرف حكيمي.
الصحف الإنجليزية ركزت على تفاصيل وكواليس سيناريو الركلات الترجيحية فى ستاد “أنفيلد”، وبدأت بالتهكم على القدر الذي جعل القطعة المعدنية تحتفظ بأهميتها فى عالم الساحرة المستديرة حتى يومنا هذا، على الرغم من كل التطور العلمي والتكنولوجيا التي دخلت على اللعبة.
خسارة القرعة
وقف الحكــم الروماني استيفان كوفاتش يشرح لقائدي فريقى ليفربول وباريس سان جيرمان آلية عملية القرعة، لتحديد الجهة التي ستلعب فيها ركلات الجزاء، ومن سيبدأ أولًا.
بدا واضحًا بعد رمي القطعة المعدنية بأن المغربى حكيمي كان هو من انتصر بالقرعة، ليقع خياره على مرمى مدرج “أنفيلد رود إيند” التي تتقاسمها جماهير سان جيرمان مع ليفربول، وبدا الارتباك واضحًا على فان دايك، لانه كان يأمل مع زملائه ان تلعب الركلات من جهة مدرج “كوب”، الذي تجلس فيه عادة جماهير الريدز الأكثر حماسة.
مشجع باريسي يزعج لاعــبي ليفربول
بعد تنفيذ ناجح للركلة الأولى من قبل لاعــب باريس سان جيرمان فيتينا رغم ان تسديدته لم تكن صعبة للغاية، وأخرى واثقة من صلاح اكتفى دوناروما بمتابعتها بأعينه فى الشباك.. جاء الدور على البرتغالي غونسالو راموس الذي سدد بنجاح فى مرمى ليفربول مانحًا التقدم للفريق الفرنسي (2-1)، ولتتجه الأنظار إلى الأوروغواياني داروين نونيز الذي لا يحظى كثيرًا بثقة مدربه الهولندي مؤخرًا، لكن الأخير كان مجبرًا على إشراكه فى ظل اصابة كاكبو.
وبينما كان نونيز يستعد لتنفيذ الركلة الترجيحية الثانية للريدز، تعرض لإزعاج عظيم من أحد مشجعي باريس سان جيرمان الذي كان يصدر أصواتًا قوية عبر مكبر الصوت الكبير الذي كان يحمله بيده، وتحديدًا فى لحظة وصول اللاعب الأوروغواياني للكرة من أجل تسديدها، كان صوت المشجع الباريسي مسموعًا بقوة فى الميدان، لكن سواء ترك ذلك أثرًا فى تركيز نونيز أم لا، فإن اللاعب الأوروغواياني وحده من يستطيع ان يجيب عن ذلك.
وتكرر الأمر فى الركلة الترجيحية الثالثة للريدز، والتي ترصد لتنفيذها الانجليزي كورتيس جونز، الذي تعرض للإزعاج أيضًا عبر المشجع الباريسي ومكبر الصوت أثناء مسيره نحو منطقه الجـزاء، وقبل تنفيذه للركلة التي تصدى لها دوناروما أيضًا.
ما بين أليسون بيكر ودوناروما
فى المرات الثلاث السابقة التي وصل فيها ليفربول إلى ركلات الجزاء فى دورى الأبطال، كان يمتلك حارسًا يستطيع ان يكسب المعركة النفسية مع لاعــبي النادى الخصم قبل تنفيذ أي ركلة، ويذكر الجميع كيف تلاعب حارس الريدز بروس غروبيلار بأعصاب لاعــبي روما فى نهائي دورى الأبطال عام 1984، وكيف كرر البولندي جيرزي دوديك (الحركات ذاتها) فى نهائي نسخة العام 2005 مقابل ميلان.
ورغم تألق الحارس البرازيلي أليسون بيكر فى مباراتي الذهاب والإياب مقابل باريس، وتدخله فى أكثر من 15 كرة لإنقاذ مرماه فى 240 دقيقة لعب، إلا أنه لم يتمكن من التصدى لأي ركلة ترجيحية للاعبي باريس سان جيرمان، على عكس الإيطالي دوناروما الذي اختفى فى الكواليس بعد صافرة النهاية الوقت الإضافي الثانى، ولم يكن حاضرًا اثناء حديث المدرب الإسباني لويس إنريكي إلى لاعبيه قبيل تنفيذ الركلات الترجيحية، حيث غاب فى النفق المؤدي إلى غرفة الملابس، قبل ان يعود ليحضن أليسون بيكر قبل التوجه إلى منطقه الجـزاء.