كشفت تقــارير اعلامية عن تطور صادم حول “الحرب الباردة” أو “حرب الأنا” بين فينيسيوس ومبابي فى ريال مدريد الإسباني، حيث يخوض كل منهما معركته الخاصة، متنافسين فيما بينهما حتى أثناء المباريات، كما حدث مقابل رايو فايكانو، اثناء أحرزا هدفي الفــوز.
وحسب صحيفة “سبورت” فإن هناك انسجاما ظاهريا بين الثنائي الهجومي من أثناء بعض الإيماءات المتبادلة، مثل التشجيع أو الاعتذار بعد انتهاء الهجمات، لكن بمجرد ان يكون أحدهما مستحوذًا على الكره، فإن الثنائي حاليًا لا يتبادل حتى النظرات.
لكل منهما أسلوبه المختلف، فمبابي يميل إلى اللعب الجماعي داخل منطقه الجـزاء، بينما يعتمد البرازيلي على مراوغاته الفردية، التي تؤدي فى كثير من الأحيان إلى عزله عن زملائه، وعلى رأسهم النجم الفرنسي. هذا التناقض فى الأسلوب يزيد من الفجوة بين النجمين، ويثير التساؤلات حول مدى تأثير ذلك على أداء النادى.
فينيسيوس ومبابي.. لا يستفيد أحدهما من الآخر
ما يحدث داخل غرفة الملابس يظل مجهولًا إلا من أثناء التسريبات أو التكهنات، لكن ما يحدث فى ارضية الملعب واضح للعيان: فينيسيوس ومبابي لا ينسجمان، أو ربما لا يريدان ذلك.
قد يكون الأمر مرتبطًا بأسلوب لعب كل منهما، لكن المؤكد ان كليهما لا يبدو مستعدًا لمشاركة الآخر، حيث يعد قائد المنتخـب الفرنسي هدافًا بالفطرة، أما البرازيلي فهو متخصص فى المراوغة، غير ان المفارقة ان أيًا منهما لا يستفيد من مهارات الآخر.
رغم ذلك، يحقق كلاهما النجاح بأسلوبه الفردي، كما ظهر فى مباراه رايو فايكانو، عندما اعلن ريال مدريد اللقــاء بفضل مجهوداتهما الفردية. المدرب كارلو أنشيلوتي حاول تهدئة الجدل، قائلًا: “لم أرَ أي نزعة فردية، فالهدف الاول جاء من تمريرة “فيني” إلى كيليان، والثاني كان بجهد فردي من فينيسيوس”. لكن كلماته لم تجد صدى، سواء داخل غرفة الملابس أو خارجها، حيث يرى الجميع ان الفجوة بين النجمين واضحة.
التنافس على تسجيـل الأهداف
إحدى المشكلات التي تعوق الانسجام بين فينيسيوس ومبابي هي أنهما يشغلان نفس الويب تقريبًا داخل ارضية الملعب، حيث يفضل كلاهما التحرك على الجانب الأيسر قبل الدخول إلى منطقه الجـزاء والتسديد بالقدم اليمنى، كما حدث فى هدفيهما ضد رايو فايكانو، رغم ان البرازيلي سجّل بقدمه اليسرى هذه المرة.
كما ان عدم تلقي التمريرات من بيلينغهام، رودريغو أو لاعــبي الوسـط يدفع كل منهما إلى محاولة إنهاء الهجمة بنفسه، متجاهلًا الآخر. يضاف إلى ذلك ضعف “فيني” فى التمرير داخل الثلث الأخير من ارضية الملعب، حيث يلجأ إلى زملائه فقط عندما يكون مضطرًا، ونادرًا ما ينجح فى إيصال الكره إليهم بدقة. إنه يعتمد على المراوغة حتى أقصى الحدود، مما يجعل زملاءه وعلى رأسهم مبابي، خارج المعادلة.
أما مبابي، فرغم أنه يحافظ على معدله التهديفي، بتسجيله 29 هـدفًا فى 40 مباراه أساسية، إلا ان هذا الرقم لا يرقى للتوقعات، ويرجع ذلك إلى فترات يختفي فيها تمامًا داخل المباريات. فى المقابل، يحاول الجناح البرازيلي اللحاق بمبابي، بعد ان كان هداف ريال مدريد العام الماضي، لكن الفارق لا يزال قائمًا: معدل تسجيـل مبابي 0.65 هـدفًا فى المباراه، مقابل 0.55 لفينيسيوس.
فى الختام أشارت الصحيفه الإسبانية، إلى ان التوتر بين فينيسيوس ومبابي بات أكثر وضوحًا، والتنافس بينهما يتجاوز حدود الأداء الفردي ليصبح صراعًا على قيادة النادى داخل ارضية الملعب. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيتمكن أنشيلوتي من احتواء هذه الحرب الباردة بين نجميه؟ أم ان ريال مدريد سيعاني من “حرب الأنا” حتى نهاية العام.